أعرب الأمير زيد بن رعد الحسين، مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، عن «ذعره» لمحاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب «ترهيب الصحافيين والقضاة وتحقيرهم»، محذراً من أن السياسات المناهضة للهجرة التي ينتهجها قد تؤدي إلى طرد جماعي لمهاجرين، في انتهاك للقانون الدولي. وقال: «أنا قلق بسبب معالجة الإدارة الجديدة مسائل متعلّقة بحقوق الإنسان. نحتاج إلى قيادة أعظم وأكثر ثباتاً للتعامل مع انتشار موجة التمييز الأخيرة ومعاداة السامية والعنف تجاه الأقليات الإثنية والدينية». وأضاف خلال المؤتمر السنوي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: «تشويه سمعة جماعات بأسرها، مثل المكسيكيين والمسلمين، ومزاعم كاذبة (تفيد) بأن المهاجرين يرتكبون جرائم أكثر من المواطنين الأميركيين، تؤجّج الإساءات الناتجة من رهاب الأجانب». ونبّه إلى أن المرسوم المعدل الذي وقّعه ترامب لتقييد الهجرة ودخول الولاياتالمتحدة، يزيد في شكل كبير من عدد المهاجرين المعرّضين لخطر ترحيل غير شرعي، بصرف النظر عن السنوات التي أمضوها في الولاياتالمتحدة، أو جذورهم العائلية. وأشار إلى ميثاق اللاجئين التابع للأمم المتحدة، الذي يحظر إعادة الفارين من الحرب أو العنف أو الاضطهاد، قائلاً: «الترحيل السريع قد يكون بمثابة طرد جماعي وإعادة قسرية، ما ينتهك القانون الدولي إذا طُبق من دون ضمانات قانونية مناسبة، بما في ذلك تقويم كل حالة على حدة». وأبدى قلقاً خاصاً من تأثير ذلك في الأطفال «الذين يواجهون الاعتقال، أو ربما يُفرّق شمل عائلاتهم». وأعرب الأمير زيد عن «ذعره من محاولات الرئيس (ترامب) ترهيب الصحافيين والقضاة وتحقيرهم». إلى ذلك، أعلنت ولاية هاواي في دعوى قضائية أنها تعتزم أن تطلب تجميداً طارئاً لمرسوم ترامب، الذي اعتبر وزير العدل في ولاية واشنطن بوب فيرغسون أنه يتضمّن «تراجعات»، مشيراً إلى أنه يعكف على درسه وتأثيره المحتمل في ولايته، حيث توجد شركات ضخمة توظف الكثير من الأجانب، مثل «أمازون». واعتبر رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو أن القرار الجديد «تمييزي أيضاً»، مثل الأول. لكن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام رأى أن القرار «سيجتاز كل العقبات القانونية، إذ صيغ في شكل لا يجعله حظراً يستهدف أتباع دين معيّن، بل حظراً يستهدف أشخاصاً من حكومات متواطئة أو دول فاشلة». إلى ذلك، أعلنت سلطات بايون في ولاية نيوجرسي الأميركية رفضها مشروعاً لتحويل منشأة صناعية مهملة في شارع سكني هادئ، مركزاً إسلامياً يضمّ مسجداً في المدينة. تزامن ذلك مع تسبّب تهديدات جديدة بتفجير مراكز للجالية اليهودية في الولاياتالمتحدة وكندا، في إغلاقها أو إخلائها. ووقّع الأعضاء المئة في مجلس الشيوخ الأميركي عريضة وجّهوها إلى مسؤولين أمنيين بارزين في البلاد، تبدي «قلقاً من أن يؤدي تسارع وتيرة الحوادث، والتقاعس عن التعامل مع هذه التهديدات وردعها، إلى تعريض أبرياء لخطر وتهديد القدرة المالية التي تمكّن مراكز الجالية اليهودية من البقاء». في غضون ذلك، دعا ترامب إلى الانضمام إليه في الاحتفاء بدور المرأة، إذ كتب على موقع «تويتر»، في «اليوم العالمي للمرأة»: «أكنّ احتراماً هائل للمرأة وللأدوار الكثيرة التي تؤديها، وهي حيوية بالنسبة إلى نسيج مجتمعنا واقتصادنا. في اليوم العالمي للمرأة، شاركوني لنكرّم الدور الحاسم الذي تؤديه النساء، في أميركا والعالم». وكانت تصريحات للرئيس الأميركي في شأن النساء أثارت جدلاً واسعاً قبل انتخابه. واغتنمت نساء في الولاياتالمتحدة «اليوم العالمي للمرأة» للتغيّب عن العمل والمدرسة وتنظيم تظاهرات، تحت شعار «يوم بلا امرأة»، كما فعل مهاجرون في 16 شباط (فبراير) الماضي، احتجاجاً على سياسات ترامب المتعلّقة بالهجرة.