مع دخول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسبوعها الثالث في السلطة هذا الأسبوع، تحول قرار حظر السفر الذي اتخذته في ال27 من كانون الثاني (يناير) الماضي، إلى ما وصفه مراقبون ب «حجر رحى» معلق في رقبة الإدارة الفتية. وبعد تلقيه نكستين في المحاكم بتعليق أمره التنفيذي، بدا أن ترامب أيقن استحالة التغلب على القضاء في فرض أمره التنفيذي بحظر دخول مواطني سبع دول ذات غالبية إسلامية، لذا سربت مصادر الإدارة الجديدة أمس، أنها لن تسعى الى نقل الصراع فوراً الى المحكمة العليا، بل ستدرس تعديل القانون في شكل يسمح بكسب المعركة، فيما أعلن الرئيس الأميركي عزمه على إصدار أمر تنفيذي جديد في شأن الهجرة بحلول مطلع الأسبوع المقبل. وبعد تنديده ب «قرار سياسي» أدى الى تعليق مرسومه حول الهجرة، كتب ترامب على «تويتر» أمس: «نظامنا القضائي فيه خلل» إذ يسمح بدخول لاجئين آتين من «بلدان مشبوهة»، كما قال. لكن قرار القضاء تعليق أمر ترامب حظر السفر، لم يمنع الإدارة الأميركية من مواصلة حملتها على المهاجرين ولو في شكل مختلف، إذ صعدت أجهزة الهجرة حملات دهم واعتقال مهاجرين وترحيلهم، الأمر الذي طاول مئات من الذين لا يحملون وثائق في أربع ولايات على الأقل في الأيام القليلة الماضية. ووصف مسؤولو الهجرة تلك العمليات بأنها روتينية لفرض تطبيق القانون، فيما تصاعدت مخاوف من اعتقالات تعسفية مع الحديث عن عمليات دهم من منزل الى آخر، شملت مدناً كبرى مثل أتلانتا ونيويورك وشيكاغو ولوس أنجليس ومناطق محيطة بها. وتجمع متظاهرون في مدن رئيسية مثل نيويورك ولوس أنجليس وأوستن (تكساس) منذ ليل الجمعة– السبت للاحتجاج على ما وصفوه ب «حملات ترحيل» مخطط لها مسبقاً، فيما نقلت «واشنطن بوست» عن المحامية هبة غالب المدافعة عن المهاجرين أن «الناس خائفة وتعيش حال رعب». وأفادت معلومات بأن محتجين أقدموا على قطع طرقات أمام مراكز احتجاز المهاجرين. ونقلت «وول ستريت جورنال» عن محامين وناشطين مدافعين عن المهاجرين، خوفهم من ترحيل غالبية المعتقلين الذين وصف عددهم ب «المئات»، فيما قال بريان كوكس الناطق باسم مكتب أتلانتا للهجرة الذي يغطي ثلاث ولايات إن 200 شخص اعتُقلوا من جانب مكتبه. ووصف ديفيد مارين مدير إجراءات تطبيق القانون في مكتب إدارة الهجرة والجمارك في لوس أنجليس الحملة ضد المهاجرين التي استمرت خمسة أيام بأنها إجراء لفرض تطبيق القانون. وقال إن مثل هذه التحركات روتينية، مشيراً إلى حملة أجريت في الصيف الماضي في لوس أنجليس في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وطلبت الحكومة المكسيكية من مواطنيها «أخذ احتياطاتهم» في ظل «الواقع الجديد» في الولاياتالمتحدة، بعد أن رحلت السلطات الأميركية هذا الأسبوع مكسيكية أماً لطفلين لا تتمتع بوضع قانوني. ورُحّلت غوادالوبي غارسيا دو رايوس (35 سنة) إلى المكسيك بعد زيارة روتينية قامت بها إلى مكتب سلطات الهجرة في فينيكس (أريزونا). وطُرد مع غوادالوبي طفلاها المولودان في الولاياتالمتحدة، ما أثار مخاوف من تمدد الحملة لتشمل آخرين ودفع مئات الى التظاهر أمام مكتب الهجرة في فينيكس. أتى ذلك في وقت انهمك الرئيس الأميركي بخوض جولة من «ديبلوماسية الغولف» مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي استضافه ترامب في ناديه في فلوريدا أمس. ولم يسمح للمراسلين بمتابعة وقائع المباراة بين الزعيمين اللذين انضمت اليهما في وقت سابق زوجتاهما حول مأدبة عشاء أقيمت على شرف الضيف الياباني في منتجع مار-ايه-لاغو الذي يملكه الرئيس الأميركي في بالم بيتش (فلوريدا). وأعلنت واشنطن وطوكيو أن انضمام آبي الى ترامب في عطلة نهاية الأسبوع، يشير الى الأهمية التي يوليها الزعيمان للعلاقات الأميركية- اليابانية.