برر رئيس اللجنة الثقافية في معرض الرياض الدولي للكتاب صالح المحمود تأخر الإعلان عن البرنامج الثقافي للمعرض بالحرص «على استكمال موافقات ضيوفنا جميعاً والتثبت من وفائهم بهذه الموافقات حتى لا تتكرر كثير من المشكلات التي حدثت في النسخ السابقة إذ يكون البرنامج المعلن شيئاً، والبرنامج المنفذ شيئاً آخر نظراً لحالات الاعتذار الكثيرة». علماً أنها عادة سنوية لمعرض الرياض الدولي للكتاب منذ أعوام، إذ لا يعلن البرنامج الثقافي سوى قبل أيام قليلة على انطلاق المعرض، على العكس من كل معارض الكتب الدولية في المنطقة العربية. وقال المحمود ل«الحياة»: «أتفق معك في أن البرنامج الثقافي يفترض أن يعلن باكراً». وحول البرنامج الثقافي، أوضح رئيس اللجنة الثقافية قائلاً: «أزعم أن البرنامج الثقافي في هذه الدورة سيخلق سجالاً إيجابياً؛ نظراً لعوامل متعددة أسهمت في تجويده وإبعاده عن النمطية والتكرار في المتحدثين، وخلقت توازناً جيداً في المعطى العام للفعاليات التي تراوحت بين ندوات ثقافية تتمازج مع الوجدان الجمعي والوطني، وبرامج تخترق اهتمامات الشباب، وعروض مسرحية للطفل وذويه، تغرس كثيراً من القيم»، مضيفاً أنه للمرة الأولى في تاريخ المعرض «يستأثر الشباب بنسبة كبيرة جداً في الفعاليات الثقافية، إذ استحدثت هذه النسخة الجديدة برامج (المبادرات الشبابية) التي تستجيب لاهتمامات الشباب وتطلعاتهم الثقافية، سواء في الفعل القرائي أم الكتابي أم عوالم الفضاء الشبكي وغيرها، ورهان النجاح في هذه المبادرات ينطلق من كون الشباب أنفسهم هم الذين سيقدمون هذه الفعاليات ويصنعونها، ولذا أتوقع لها نجاحاً منقطع النظير». ومضى قائلاً: «واثق أن برنامجنا الثقافي منفتح على الجديد في فعالياته وندواته وورشه على وجه الخصوص، ذلك أن الورش تعنى بالتصوير الضوئي (الفوتغراف) وصناعة الأفلام السينمائية وتصميم الأغلفة ورسم الكاريكاتور ولحظات الإبداع وغيرها». وقال المحمود: «أعددنا برنامجاً ثقافياً متكاملاً روعي فيه رؤية السعودية 2030، وأبرز فعالياتها فعالية «رؤية 2030 من وجهة نظر المواطن». إلى ذلك ينطلق معرض الرياض الدولي للكتاب ظهر اليوم تحت شعار «الكتاب.. رؤية وتحول»، بمشاركة عدد كبير من دور النشر العربية والأجنبية. وأكد المشرف العام على المعرض الدكتور عبدالرحمن العاصم الحرص في هذا العام على تطوير المعرض تفاصيله وبرامجه «ضمن إطار رؤية المملكة 2030، فضلاً عن كونه يمثل حدثاً وطنياً كبيراً يتطلب العمل الجاد لإنجاحه»، مثمناً جهود القطاعات المشاركة والفرق العاملة، موضحاً أن المعرض «سيحظى بوجود كبير لدور النشر الأجنبية، ما يؤكد أهمية ومكانة المعرض على خريطة المعارض الدولية، مع الأخذ في الاعتبار دعم الناشر السعودي»، مشيراً إلى أن المعرض «شهد زيادة أعداد دور النشر المشاركة، مع تقليل مشاركة الجهات والمؤسسات الحكومية»، مضيفاً أنه سيتم درس اقتصار المشاركة مستقبلاً على المؤسسات المهتمة بالثقافة. وتابع: «وضعنا خططاً لتقويم دور النشر المشاركة تتضمن معايير محددة تتضمن الكتب المباعة، ووجود البائع، وعدد زوار الدار، ليتم على ضوئها تحديد أداء الدار ومدى مشاركتها في الأعوام المقبلة». وحول الرقابة على الكتب، شدد الدكتور العاصم على «وجود رقابة على محتوى المعرض، ولن تكون هناك كتب موجودة مخالفة للعقيدة الإسلامية أو لثوابتنا الوطنية». وأضاف: «في هذا العام تمت زيادة فريق العمل للرقابة إلى الضعف، فضلاً عن توظيف الجانب التقني من خلال تسجيل الكتب إلكترونياً، وكذلك نظام الباركود لضبط عملية الكتب وكذلك السعر». وفي ما يخص مواقف الزوار، أفاد العاصم بأن المعرض خصص هذا العام المواقف للزوار، فيما تم تخصيص مواقف خاصة للعاملين ودور النشر خارج محيط المعرض، يتم نقلهم عبر النقل الترددي، لافتاً إلى وجود آداب عامة «يجب على الزائر الالتزام بها، ومن يخالف ويتجاوز تلك الآداب سيمنع من دخول المعرض»، نافياً ما يتردد عن منع الأطفال من الدخول، مرحباً بأي ملاحظة أو مقترح أو أفكار من شأنها خدمة المعرض وزواره، مع التأكيد بأن أبواب إدارة المعرض مفتوحة للجميع. من جهته، قال مدير المعرض سلطان الفقير إن المعرض هذا العام «سيشهد نقلة نوعية على مختلف الأصعدة، إذ تم التركيز على جناح الطفل، انطلاقاً من إيمان الوزارة بأن القراءة نشاط أسري متكامل، وكذلك خصصنا برنامجاً إثرائياً متكاملاً عن المبادرات الشبابية»، منوهاً إلى أنه تم التركيز أيضاً على تجربة الزائر، إذ نعمل على توفير المعلومات التي يحتاجها رواد المعرض وذلك لسهولة إيجادهم ما يبحثون عنه، سواءً من كتب أم برامج وأنشطة وفعاليات مصاحبة». وأضاف: «خصص متجر إلكتروني معتمد لجميع الكتب المعروضة بالمعرض يتم الشراء منه من أي مكان مع خيارات متعددة للدفع». وحول إدارة الحشود، بين الفقير أنه تم إعداد خطة بالتنسيق مع الجهات الأمنية مع تطبيق مقترحات جديدة وكذلك لوحات إرشادية داخل وخارج المعرض. في حين أكد نائب مدير المعرض المشرف على لجنة الإعلام والمعلومات سعيد الدحية الزهراني أن معرض الرياض «يشكل واجهة ثقافية ونافذة للشعوب للتعرف على أحد كنوز المملكة، ألا وهي الثقافة»، مضيفاً أنه «لتجديد نجاحات اللجنة الإعلامية وضعنا آلية جديدة لنقل مضامين المعرض، وهي الترجمة باللغتين الإنكليزية والفارسية»، إلى جانب إعداد خطة إعلامية شاملة تتضمن مسار الإعلام التقليدي ومنصات الإعلام الجديد لمواكبة الحدث الثقافي الوطني الكبير، مرحباً بخدمة الإعلاميين ووسائل الإعلام لتمكينهم من القيام بمهامهم الإعلامية على أكمل وجه.