خطا حارس فريق تشابيكوينسي البرازيلي لكرة القدم جاكسون فولمان خطواته الأولى بعد تحطم الطائرة التي كانت تقل الفريق أواخر تشرين الثاني (نوفمبر)، في حادث نجا منه، لكنه أفقده ساقه اليمنى. ومن دون الإستعانة بعكاز، أقدم فولمان (24 عاماً) مؤخراً على أولى خطواته بطرف إصطناعي. ونجا الحارس الإحتياطي في تشابيكوينسي، أحد الأندية الأدنى مستوى في البرازيل الذي يبلغ نهائي مسابقة سوداميركانا، مع خمسة آخرين من المأساة التي راح ضحيتها 71 شخصاً كانوا على متن الطائرة بينهم الحارس الأساسي دانيلو وعدد كبير من اللاعبين. وكان تشابيكوينسكي متوجهاً إلى مدينة ميديين الكولومبية لملاقاة فريق أتلتيكو في نهائي المسابقة الثانية من حيث الأهمية في أميركا الجنوبية بعد كأس ليبرتادوريس المعادلة لدوري أبطال أوروبا. ويعتمد فولمان الذي بترت رجله، في بناء حياته الجديدة على روحه القتالية والإنضباط اللذين تميز بهما خلال مسيرته مع فريقه الرياضي الذي منح اللقب من قبل الإتحاد القاري بعد اقتراح من أتلتيكو ميديين. وقال في حوار مع وكالة "فرانس برس" في مركز التأهيل حيث يتدرب على استخدام رجله الإصطناعية "أمنيتي الآن هي أن أستطيع الوقوف والمشي". وبدأ فولمان خطواته الأولى من دون مساعدة بعد مرور ثلاثة أشهر على الحادث، وقال "أريد أن أستطيع الذهاب بمفردي إلى الحمام وأن أنظف أسناني، أن أقوم بكل الأشياء البسيطة الضرورية التي يقوم بها عادة كل إنسان". وترك فولمان المنزل العائلي في مدينة اليكريم الجنوبية عندما كان في الثالثة عشرة من العمر، وشق طريقه الكروي مع الأندية في الدرجات الدنيا، لكن حلمه الدائم كان اللعب في الدرجة الأولى، بيد أنّ الحادث الفاجعة حطم ما كان يعتبره نجاحاً حتى الآن. وقال بنبرة حزينة "البكاء على ما حصل وإيجاد الأعذار لنفسي لا يساعداني في شيء". استطاع فولمان إلى حدّ كبير الوقوف على رجليه مجدداً، إلاّ أنّ ذلك تطلب عمليات جراحية قاسية كان لا بد منها وتمضية 56 يوما في المستشفى، ما يجعل كل خطوة يقوم بها تبدو مضنية. وبدأ فولمان في شباط (فبراير) علاجاً طبيعياً في ساو باولو مع الطبيب جوزيه أندريه كارفاليو، وتقدمه في هذا العلاج يبدو أكبر من المتوقع. وإضافة إلى بتر ساقه اليمنى من عند مستوى الركبة، أصيبت اليسرى بأضرار على مستوى الكاحل، وتكسرت عظام كثيرة في جسمه وهو بحاجة إلى عملية في العمود الفقري. وقال "عندما بدأت خطواتي الأولى من دون عكازين، أردت المشي صعوداً ونزولاً على الدرج، وكان تفكيري الأول ينصب على القيام بأكبر عدد من المرات، لكني أعرف أني لا أستطيع القيام بذلك وعلي احترام قدرات جسمي". وأوضح فولمان أنّ التحديات البدنية هي أمور يتقنها ويتبع نصائح المعالج الطبيعي مع شيء من التركيز لتحقيق هدفه. وأكد "لا أعتبر نفسي رياضياً سابقاً، وإنما على العكس أرى في نفسي الآن وأكثر من أي وقت مضي أني أكثر من رياضي عادي". وسيتحول فولمان في المستقل إلى الرياضات البارالمبية لذوي الحاجات الخاصة، ويقول إنّ محاولة ممارسة الكرة الطائرة على الكرسي المتحرك تجعله يفكر بأنّ "الإعاقات موجودة في الرأس فقط". وعلى الرغم من معنوياته العالية، يفضل فولمان النظر الى المستقبل على الحديث عن الماضي القريب. فعلى مدى أسابيع بعد الحادث الأليم، كان فولمان يطلب من عائلته وأصدقائه عدم التحدث عما حصل. لم يكن يريد معرفة التفاصيل أو مشاهدة التلفاز الذي كان يورد باستمرار أخباراً عن المأساة. وقال والدموع في عينيه "عندما استعدت وعي في المستشفي في كولومبيا، أدركت أنّ شيئاً ما خطيراً قد حصل لأني لاحظت أنني تعرضت لصدمة رهيبة. أدركت أيضاً أنّ آخر لحظة كنت فيها على ما يرام هي عندما كنت على متن الطائرة". وتابع "في كولومبيا، بكيت كثيراً. تأثرت جداً، لكن ما إن وصلت إلى البرازيل، بدأت باستعادة قوتي لمواجهة الأمور".