قالت دراسة نشرتها مجموعة الناجين من السرطان الممولة من مركز أبحاث السرطان في بريطانيا، إن الإحصاءات الأخيرة كشفت عن تزايد فرص النجاة من المرض، بنسبة 50 في المئة خلال الأعوام الأخيرة، وأن احتمالية الشفاء منه أخذت في الارتفاع بشكل ملحوظ مقارنة بالأعوام السابقة في بريطانيا. وأجرى الباحثون دراسة مكثفة على الحالات المصابة بالسرطان في الفترة بين عام 1970 و2011 في بريطانيا، تبين من خلالها أن نصف المصابين بالسرطان في فترة السبعينات عاشوا أكثر من 5 أعوام على الأقل بعد إصابتهم. وفي مقابل ذلك فإن نسبة من عاشوا أكثر من 5 أعوام من المصابين بذات المرض في الفترة بين 2005-2006 بلغت 50 في المئة، مقابل 64 في المئة عاشوا فترة أكثر من 10 أعوام. فيما أثبت الدراسات التي أجريت على المرضى خلال عامي 2010-2011، زيادة في فرص الحياة للمرضى أكثر من ذي قبل. وقال الأستاذ في جامعة لندن للصحة والطب، والمشرف على البحث البروفيسور ميتشل كولمان «إن هذه النتائج جاءت بعد تحليل مفصل لأكثر من 7 ملايين مصاب بالسرطان في إنكلترا وويلز منذ عام 1970، وتظهر كيف تطورنا في علاج المرض للوصول إلى هذه المعدلات، كما أنها تظهر الجوانب التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها في هذا المجال». وتسعى المؤسسة البحثية إلى أن يبقى ثلاثة أرباع المصابين بالسرطان على قيد الحياة فترة تزيد على 10 أعوام خلال العشرين عاماً القادمة. ويقول الرئيس التنفيذي للمؤسسة البحثية هاربل كومار «إن المعلومات التي حصلنا عليها خلال 20 عاماً، تجعلنا نعرف اليوم الكثير عن السرطان بشكل أكثر من أي وقت مضى، وهو ما يضعنا أمام فرصة رائعة لزيادة وتيرة العمل، فنحن نريد أن تتحسن الأمور بشكل أسرع ابتداءً من الآن». وتظهر التفاصيل البحثية أن فرص النجاة تعتمد في بعض مسبباتها على نوع المرض وجنس المريض، إذ تتزايد فرص عيش المصابات بسرطان الثدي إلى أكثر من 10 أعوام بنسبة 78 في المئة، مقارنة ب40 في المئة خلال فترة السبعينات. كما تظهر الدراسة أن مرضى سرطان الخصية لديهم فرصة 98 في المئة للعيش أكثر من 10 أعوام، إضافة إلى ارتفاع نسبة العيش لدى مرضى سرطان الجلد من 46 في المئة خلال السبعينات إلى 89 في المئة في الأعوام الأخيرة. يذكر أن مركز أبحاث السرطان في بريطانيا يعد من أكبر المؤسسات البحثية المهتمة بعلاج السرطان في العالم