تنفيذاً لوعدها «الرد بلا رحمة» على مناورات «فول أيغل» العسكرية المشتركة السنوية التي باشرتها سيولوواشنطن الأربعاء الماضي، أطلقت كوريا الشمالية أربعة صواريخ باليستية في اتجاه البحر الشرقي (بحر اليابان)، اجتازت وفق ناطق باسم هيئة أركان القوات الكورية الجنوبية مسافة ألف كيلومتر بارتفاع بلغ 260 كيلومتراً، من دون أن تكون صواريخ باليستية عابرة للقارات. والعام الماضي أطلقت بيونغيانغ سبعة صواريخ احتجاجاً على هذه التدريبات. ورأى كيم دونغ يوب، المحلل في جامعة كيونغنام، أن الصواريخ التي أطلقت ليست جديدة، «إذ يعني اختبار أربعة منها دفعة واحدة انها متوافرة لدى بيونعيانغ التي استخدمتها للرد على المناورات الأميركية – الكورية الجنوبية». وأعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن ثلاثة صواريخ سقطت في المنطقة الاقتصادية الحصرية لليابان التي تقع ضمن مسافة 200 ميل بحري (370 كيلومتراً) من سواحلها. ويمثل ذلك ثاني سقوط فقط لصواريخ كورية شمالية في هذه المنطقة. وصرح آبي ان «التجارب الصاروخية المتكررة لكوريا الشمالية عمل استفزازي لأمننا، وانتهاك فاضح لقرارات مجلس الأمن»، مندداً ب «مستوى جديد من التهديد لا يمكن التساهل معه». وفي سيول، اعلن الرئيس بالوكالة هوانغ كيو آن بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي، ان الاستفزازات الكورية الشمالية «خطر آني وفعلي على بلادنا». وزاد: «بعدما قتل قادة كوريا الشمالية بوحشية وتهور كيم جونغ نام (الأخ غير الشقيق للزعيم كيم جونغ اون) بغاز في اكس للأعصاب في ماليزيا في 13 شباط (فبراير) الماضي، يظهر جلياً العواقب المروعة لحيازة الشمال سلاحاً نووياً، والتي لا يمكن تصورها». ودعا هوانغ إلى نشر الدرع الصاروخية الأميركية (ثاد) بسرعة، تنفيذاً لمشروع دفاعي قررته سيولوواشنطن العام الماضي، ما اغضب بكين. وفي واشنطن، نددت وزارة الخارجية «بشدة» بعمليات إطلاق الصواريخ، وتوعدت باستخدام «كل الوسائل الممكنة للتصدي لهذا التهديد المتزايد»، علماً ان كيم يونغ هيون من جامعة دونغوك رأى ان بيونغيانغ «تحاول منذ بدء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي تأكيد ان كوريا الشمالية لن تقبل اساءات إدارته» التي شددت على انها لن تسمح بامتلاك النظام الشيوعي صاروخاً باليستياً عابراً للقارات يستطيع توجيه ضربة نووية للقارة الأميركية. إلى ذلك، كررت بكين معارضتها التجارب الصاروخية الكورية الشمالية، لكنها ابدت قلقها من المناورات الأميركية - الكورية الجنوبية، «إذ يجب في الظروف الحالية ان تتوخى كل الأطراف المعنية ضبط النفس، وتتفادى أي عمل يستفز الآخرين أو يضاعف التوتر الإقليمي». وحذر المبعوث الصيني الخاص لشؤون كوريا الشمالية وو داواي من ان «المناورات بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية لا تساهم في حل أزمة شبه الجزيرة الكورية، بل قد توسع الشرخ وتعقّد المسألة». وكانت بكين اوقفت في شباط استيراد الفحم من كوريا الشمالية حتى نهاية 2017، ما يحرم حليفتها من مصدر أساسي للعملات الأجنبية. وأيضاً، دانت الحكومة الفرنسية التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية، مشيرة الى انها ستتشاور مع أعضاء مجلس الأمن في شأنها، فيما اعلن الكرملين عن قلقه الكبير من «هذا النوع من الإجراءات التي تزيد التوتر في المنطقة»، داعياً كل الأطراف إلى ضبط النفس». في قضية اغتيال الأخ غير الشقيق لكيم جونغ اون، غادر سفير كوريا الشمالية لدى ماليزيا، كانغ تشول، كوالالمبور بعدما طردته السلطات. وكرر في المطار بأن «التحقيق الماليزي في الجريمة لم يكن حيادياً، ولم توجهه الشرطة في شكل جيد، بعدما شرّحت جثة القتيل بلا موافقة او مشاركة سفارة كوريا الشمالية، وأوقفت مواطناً كورياً شمالياً بلا أدلة واضحة على ضلوعه في الحادث، ثم اطلقته الجمعة الماضي». وردت كوريا الشمالية بمطالبتها السفير الماليزي بالمغادرة خلال 48 ساعة. على صعيد آخر، اعلن يو يونغ ها، محامي الرئيسة الكورية الجنوبية المعزولة باك جون هاي ان اتهام موكلته بالحصول على رشاوى «خيال سخيف بعيد من الحقيقة». وزاد: «لم تطلب باك اي دعم مادي من شركة سامسونغ، ولم تحصل على أي خدمات غير شرعية من الشركة».