أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس، بأن «الولاياتالمتحدة تضغط على الرئيس الصيني الجديد شي جينبينغ لاتخاذ خطوات صارمة ضد كوريا الشمالية، وإلا ستعزز وجودها العسكري في المنطقة». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إن «الرئيس باراك أوباما أبلغ نظيره الصيني هاتفياً تفاصيل خطط واشنطن لتعزيز دفاعاتها الصاروخية، وخطوات الردع الأخرى للتهديدات الحربية التي أطلقها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. ولفتت الصحيفة إلى أن الصين التي تنتقد رغبة الولاياتالمتحدة في تعزيز وجودها في آسيا، لم تحتج علناً أو سراً على نشر سفن وطائرات أميركية في شبه الجزيرة الكورية، «ما يدل على ازدياد إحباطها من تصرفات كوريا الشمالية، وخشيتها من أن يقوّض دعمها لجارتها علاقاتها مع الولاياتالمتحدة». وقال توم دونيلون، مستشار الأمن القومي الأميركي الذي سيزور بكين في أيار (مايو) المقبل، إن الموقف الصيني «يتطور»، على رغم أن مسؤولين أميركيين آخرين أعلنوا أنه من المبكر الحكم على سياسة الرئيس الصيني، لأنه لم يمضِ إلا أسابيع على تسلمه الرئاسة». وكان البيت الأبيض رحب بدعم الصين السريع للعقوبات الدولية الأخيرة التي فرضها مجلس الأمن على بيونغيانغ رداً على تنفيذها تجربة نووية ثالثة في شباط (فبراير) الماضي. ويتوجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى بكين الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع المسؤولين الصينيين حول الأزمة في شبه الجزيرة الكورية. كما يتوقع أن ترسل واشنطن مسؤولين رفيعي المستوى بعد كيري سعياً إلى الضغط على بكين من أجل التشدد في تفتيش الشحنات المتجهة إلى كوريا الشمالية عبر أراضي الصين، وإقناع كيم الثالث بوقف استفزازاته، والموافقة على بحث التخلي عن البرنامج النووي لبلاده. التعزيزات الأميركية ترافق ذلك مع كشف مصادر حكومية يابانية أن الجيش الأميركي سينشر طائرة تجسس بلا طيار من طراز «غلوبال هوك» في قاعدة «ميزاوا» الجوية الأميركية في شمال اليابان، ما يجعلها أول طائرة مراقبة من هذا النوع تنشر في الأرخبيل لمراقبة احتمال إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً. وأكد الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني بأن «إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً لن يفاجئ واشنطن، خصوصاً أنها نفذت عمليات سابقاً مماثلة»، ونكرر دعوتنا لها بإنهاء استفزازاتها، والوفاء بالتزاماتها الدولية وإطعام شعبها». وشدد كارني على أن تصعيد كوريا الشمالية، الغاضبة من فرض عقوبات دولية عليها وتنفيذ كورية الجنوبية والولاياتالمتحدة مناورات مشتركة، يزيد عزلتها عن العالم، ويقوض جهود التنمية الاقتصادية، علماً أنها لوّحت هذا الأسبوع بتوجيه ضربة نووية للولايات المتحدة. وحذر الناطق باسم البنتاغون جورج ليتل من «عمل استفزازي»، وحض بيونغيانغ على «اتباع المعايير الدولية، واحترام تعهداتها». ولا يمكن تأكيد أن كوريا الشمالية تستطيع إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات تسمح لها بضرب أهداف أميركية أكثر بعداً، كما يستبعد خبراء قدرتها على نصب رأس حربي نووي على صاروخ متوسط المدى. التحذير الكوري على صعيد آخر، درس الديبلوماسيون الأجانب في بيونغيانغ، مطالبة كوريا الشمالية إياهم بالمغادرة قبل العاشر من الشهر الجاري، في وقت أكدت واشنطن أنها لن تتفاجأ إذا أطلق الشمال صاروخاً في اتجاهها، وذلك بعد نقله صاروخين متوسطي المدى إلى ساحله الشرقي، يمكن أن يصيبا أهدافاً عسكرية أميركية في جزيرة غوام بالمحيط الهادئ. وأعلنت بلغاريا أن رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي سيلتقون لمناقشة موقف مشترك من تحذير بيونغيانغ الذي يعتبره بعضهم «مجرد خدعة» لتأجيج القلق الدولي المتزايد من الأزمة الحالية في شبه الجزيرة الكورية، وهو ما أيدّه مسؤول في سيول. وأكدت وزارة الخارجية الألمانية أن سفارتها في بيونغيانغ تستطيع مواصلة عملها، وأعلنت الأممالمتحدة أنها لا تعتزم سحب موظفيها، فيما وصف سياح غربيون عادوا من رحلات منظمة في بيونغيانغ الوضع على الأرض بأنه «هادئ، والحياة طبيعية». وقالت السائحة الدنماركية تينا كرابي لدى وصولها إلى بكين، بعدما أمضت 5 أيام في كوريا الشمالية: «نحن مسرورون لعودتنا، لكننا لم نشعر بالخوف هناك». إلى ذلك، رفضت بيونغيانغ رفع حظر تفرضه منذ الأربعاء الماضي على الكوريين الجنوبيين المتوجهين إلى شركاتهم في مجمع «كايسونغ» الصناعي الذي يقع على عمق 10 كيلومترات داخل حدود كوريا الشمالية. وأمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مسؤولي الصناعات الحربية في البلاد بزيادة إنتاج المدافع. وقال في اجتماع عقده معهم، وحضره باك تو تشون مدير هيئة الأسلحة في حزب العمال الحاكم: «بمجرد اندلاع الحرب، يجب أن ندمر مواقع العدو المهمة فوراً بضربة عسكرية مفاجئة، وبينها المؤسسات الحكومية». وأضاف: «يجب ضمان نوعية عالية من أسلحة المدفعية والقذائف كي نستفيد من ضربات استباقية سريعة لأعدائنا الذين يستعدون لشن حرب علينا».