هل هناك نظرة سلبية بدأت تتزايد ضدنا كسعوديين؟ أم أنا الوحيد الذي يلحظ ذلك؟ هل أتوهم؟ هل تذكرون الانطباعات التي شاعت - وعلى وجه الخصوص عربياً -، في فترة مضت عن تصرفات بعض الكويتيين، وتهمة التعالي التي رُوِّج لها في ذلك الوقت؟ هل انتقلت إلينا بسبب تصرفات بعضنا؟هل أضحينا غير محبوبين لدى الآخرين، أو بشكل أدق «مكروهين»؟.. ولماذا؟ هناك «عينات» من شبابنا لا تشرفنا في الخارج، ولا تقدم النموذج المفترض أن يكون عليه الشاب السعودي الذي ينتمي إلى بلاد ينظر إليها العالم كله بعين «مختلفة». لا أريد أن أتهم المجتمع، ولكن أليسوا نتاج مجتمعنا وخراجه ب«غثهم وسمينهم»؟ لن أعمم أيضاً، فبالطبع ليست تلك هي صورة الجميع، فهناك نماذج مشرقة مضيئة تستحق التحية والتقدير. لكننا نتحدث عن نماذج وان كانت ليست كثيرة جداً، لكنها أسهمت في نمو وانتشار تلك الصورة التي ينظر إلينا الآخرون من خلالها. تخيلوا كم «سفير» موجود في السعودية؟ أقصد العمال والموظفين، ولن أقول الزائرين، لأن لا سياحة لدينا للأسف، على رغم ما نمتلكه من مؤهلات سياحية في أماكن عدة، باستثناء «الدينية» التي وصلت الجرأة بالبعض الى تأجير ظلال الأشجار مستغلين ضيوف الرحمن! أعود وأتساءل: كيف نتعامل مع هؤلاء «السفراء»؟ هل يجدون حقوقهم كاملة؟ كم من عاملة منزلية يساء إليها؟ وكم من سائق تُمتَهن كرامته كل يوم؟ وكم من موظف نتعامل معه بطريقة «غير مهذبة»؟ وكم من ساعة نفرض على العمالة أداءها؟ وأين يقطنون؟ وبماذا يتغذون؟ أليس فينا من يحتقر بعض الأجانب لمجرد جنسياتهم أو طبيعة أعمالهم التي ربما لا نجد سعودياً يقبل القيام بها، ومع ذلك لا ينادون الا بجنسياتهم، كأن الأسماء لدى بعضنا محرَّمة، في نظرة «دونية» متكررة. بإمكانك أن تعرف كيف ننظر إلى هؤلاء «السفراء» من خلال تعامل طفل أو سيدة مع عاملة منزلية في السوق، فقد سمعت سيدة محترمة تقول ل«العاملة»: «أنت غبية ما تفهمين» وكأني بها هي أذكى أذكياء الكون! في بلدان خليجية مجاورة، ولنأخذ البحرين مثلاً، تستطيع أن تجزم أن السيارة التي قطعت الإشارة هي ذات لوحة سعودية، وهذا ليس التصرف الوحيد «غير المهذب» الذي يقوم به السعوديون هناك. اسألوا أهل البحرين ليسكبوا على مسامعكم الكثير، مما أعلمه وأعلم أنكم تعلمونه، وتعلمون أنني ربما لا أستطيع قوله. في مصر ولبنان أيضاً، حدِّث ولا حرج. يتعاملون معنا باعتبارنا «متعجرفين» يجب تعليمنا الأدب من خلال «سرقتنا» من دون أدب! وفي دبي، إمارة الأنظمة القوية والحازمة التي ربما كبحت جماح تصرفات البعض، يبدو أن مشكلاتنا هي الأكثر. في إندونيسيا، يأتي «عواجيزنا» ليخطفوا زهرات البلد في عمر 16 عاماً، في ما يسمى «زواج المسفار»، وفي أماكن أخرى تحت «واجهات» مختلفة. في «الإرهاب» قام 19 شخصاً بتشويه سمعتنا في العالم أجمع، حتى أصبح حصول السعودي على تأشيرة سفر أمراً بالغ التعقيد، ولن أفصِّل في هذا الأمر، لأن الكثيرين لا يزالون يؤمنون بأن هؤلاء ال19 هم صنيعة أميركا وليسوا من بني جلدتنا! لقد عشنا «الطفرة» وتصرفنا من خلال «منظورها» بشكل خاطئ، وأعتقد بأننا مطالبون اليوم بالتوقف وإعادة إنتاج صورتنا السمحة الإنسانية الراقية القديمة من جديد. [email protected]