عقب أداؤهم نسك الحج وزيارة المسجد النبوي الشريف، يزور الحجاج الإندونيسيين هذه الأيام مدينة جدة، بغرض الوقوف على حقيقة ما يشاع لديهم من أن «مسجد الرحمة» هو المكان الذي نزلت فيه «أم البشر» حواء، حيث يتجمع في هذا الموقع يومياً مئات الحجاج من هذه الجنسية، يقضون يومهم بين أداء الصلوات في المسجد، والتنزه على رصيف البحر وتناول المأكولات «الجاوية» في الهواء الطلق والتقاط الصور التذكارية. وفي موقع المسجد (على كورنيش جدة) يستقبل المقيمون الإندونيسيون في البلاد مواطنيهم من الحجاج (سيدات ورجال)، بينما تنتعش لدى بعضهم نزعة زيادة الدخل مغتنماً فرصة تجمع أبناء جلدته في المكان المفضل لديهم، إذ تذوب فوارق اللغة والعادات وتحضر المعرفة الجيدة بمتطلباتهم من الهدايا والمقتنيات التي يوفرها نسوة ورجال يصطفون على جنبات الطريق المكتظ بالزوار، يحملون ما يطلبه مواطنيهم إلى جانب أدوات طبخ متكاملة تنبعث منها رائحة الأطباق الإندونيسية الشهيرة. وعلى الرصيف المؤدي إلى مسجد الرحمة طرحت فايزة الإندونيسية (بائعة) مفرشاً ونصبت مجلساً صغيراً وزعت عليه أدوات لإعانتها على لفت أذواق زبائنها، وقبل أن يصدح مؤذنها فيهم، قالت ل«الحياة»: «أقصد سنوياً هذا المسجد خلال هذه الفترة التي تعقب موسم الحج، لبيع المأكولات الجاوية على حجاج بلدي، الذين يقبلون على تناول «الساتي» (وهو لحم مشوي)، وال«جادو جادو»، وال«بالا بالا» وغيرها من الأطعمة الشعبية المتعارف عليها هناك». وفي الجانب الآخر، ازدادت لدى الزائرة الحاجة فاطمة التي قصدت وزوجها المكان للتنزه والتعرف على معالم جدة قبل مغادرتها المملكة، أمور كثيرة كانت تحكى لها في بلادها، وتابعت: «كنت أتوق إلى مشاهدة ما كان يسرده لنا بعض معارفنا ممن يقيمون في السعودية، وها أنا الآن أشاهد ما كنت أسمع عنه». وتابعت: «قضيت أكثر من شهر في مكةالمكرمة ونحو 10 أيام في المدينةالمنورة قبل وصولي إلى جدة، استمتعت بكل تفاصيل هذه الرحلة التي تجاوزت ال40 يوماً، كما استمتعت كثيراً بهذا التجمع في جدة والأجواء التي تقترب من أجواء بلادي». من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة جنوب شرق آسيا زهير سدايو أنه يشاع لدى الحجاج الإندونيسيين أن الموقع الذي يتجمعون عنده في جدة (مسجد الرحمة) هو المكان الذي نزلت فيه «أمنا حواء»، لذا يحرصون على زيارته في شكل مستمر. وأضاف: «وصل الاعتقاد بهم إلى أن «الدراجة» الموجودة في «ميدان الدراجة» الشهير تعود إلى سيدنا آدم، يعتبروننا كمؤسسة طوافة نتعمد إخفاء موقع مقبرة «حواء» عنهم خوفاً من التوافد إلى زيارتها»، لافتاً إلى أن مؤسسته تجري برامج لتوعيتهم وإرشادهم بالابتعاد عن مثل هذه الخرافات. وزاد: «دأب هؤلاء الحجاج قضاء نحو24 ساعة في جدة في التسوق والتنزه قبل على سفرهم».