تضاربت المعلومات عن المعارك في بيجي، فبينما أكد «الحشد الشعبي» أن قواته تتقدم في اتجاه المصفاة، وحررت عدداً من المباني، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن «داعش» يتقدم في المدينة، معربة عن قلقها من هذا التقدم، ومؤكدة في الوقت ذاته أن قواتها ستستمر في دعم الجيش العراقي. وافتتحت أمس غرفة عمليات مشتركة بإشراف أميركي في أربيل، استعداداً لتحريك الجبهة في نينوى. من جهة أخرى، جاء في بيان لوزارة الدفاع العراقية أن الوزير خالد العبيدي «بحث مع نائب قائد العمليات في نينوى وعدد من شيوخ ووجهاء المحافظة الاستعدادات الجارية لتحرير المحافظة من الجماعات الإرهابية». وتابع أن «المجتمعين ناقشوا أيضاً سبل تعزيز الجهد الشعبي في الموصل لدعم القوات الأمنية»، لافتاً إلى أن «العبيدي أكد أن نينوى ستكون معركة الفصل ضد الدواعش والأرض التي ستشهد اندحارهم النهائي عن كامل التراب العراقي». وأضاف البيان أن «المجتمعين ناقشوا سبل دعم العائلات المهجرة من المحافظة وما تعانيه من نقص واضح في مستلزمات الحياة وضرورة تضافر الجهود الوطنية للتخفيف من معاناتهم»، مبيناً أن «اللقاء شهد أيضاً مناقشة الإجراءات التعسفية التي تمارسها العصابات الإرهابية للتضييق على الحريات العامة». على الصعيد ذاته، أفاد بيان لفريق الإعلام الحربي بأن «قوات الحشد الشعبي والقوات الأمنية، تقدمت في اتجاه مصفة بيجي، وطهرت عدداً من الوحدات النفطية والمباني ومخازن الوقود وقتلت العديد من عناصر داعش ودكت المدفعية أوكار التنظيم وقتلت عدداً من الإرهابيين ودمرت 3 عجلات». تزامن ذلك مع مع إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إحراز «داعش تقدماً في مدينة بيجي على حساب القوات العراقية» وأعربت «عن القلق من سيطرة التنظيم على هذه المدينة الواقعة على طريق استراتيجي بين بغداد والموصل». وقال الناطق باسم الوزارة جيف ديفيس، إن «الوضع في المدينة انعكس لصالح التنظيم وضاع الكثير من المكاسب التي أحرزتها القوات العراقية في الأيام الأخيرة، مبدياً قلق الولاياتالمتحدة من هذا الأمر». لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن «الوضع الميداني يبقى متغيراً وواشنطن مصممة على مساعدة القوات العراقية على الاحتفاظ بسيطرتها على المدينة وعلى استعادة المصفاة الواقعة قربها». في أربيل، أعلن افتتاح مقر «العمليات المشتركة» بين قوات التحالف والجيش العراقي و «البيشمركة»، في مؤشر إلى بدء التحضير لإطلاق عملية «تحرير نينوى»، فيما كشف مسؤول كردي اندلاع مواجهات بين مسلحي «داعش» وعشيرة الجبور غرب الموصل. وكان مسؤولون في نينوى أكدوا ل «الحياة» وجود «تحرك أميركي عكسري لمعاينة مناطق غرب المحافظة، تمهيداً لفتح مقر قيادة ميداني، وسط ترجيحات بإشراك قوات برية في المعركة». وأفادت قيادة «عمليات نينوى» في بيان أن قائدها اللواء الركن نجم الجبوري «حضر مراسم افتتاح مقر العمليات والتنسيق المشترك في أربيل، بحضور ممثلين عن قوات التحالف وضباط كبار من الجيش والبيشمركة»، مشيرة إلى أن «الخطوة تأتي للبدء بتحرير نينوى من عصابات داعش الإرهابية». في هذه الأثناء، أفاد مصدر عسكري بأن القوات الأمنية أحبطت محاولة لمجموعة انتحارية تنتمي إلى «داعش حاولت شن هجوم على سامراء في صلاح الدين». وقال المصدر إن «القوات الأمنية نفذت ضربات صاروخية ومدفعية بناء على معلومات لتجمعات التنظيم في غرب مكيشيفة وخط اللاين، وأسفرت الضربات عن تدمير أوكار فيها انتحاريون شيشانيو الجنسية من مقاتلي المدعو أبو عمر الشيشاني، المسؤول الأمني في جزيرة سامراء الذي تسلم منصبه قبل يومين، إذ كانوا ينوون الهجوم على المدينة وينتظرون السيارات الملغومة، وقتل 14 انتحارياً في الوكر الأول و11 في الوكر الثاني، كما تم تدمير كدس للعتاد كان موضوعا في وكر قتل في داخله 3 إرهابيين وجرح 7». في الأنبار، قال مصدر أمني إن «تنظيم داعش شن خلال 72 ساعة هجمات على ناحية البغدادي وقضاء حديثة غرب الرمادي، في إطار معركة سماها عروس المعارك وكان ينوي السيطرة على المنطقتين». وأضاف المصدر الذي رفض كشف اسمه، أن «المعركة انتهت بخسارة التنظيم وتصدي القوات الأمنية والحشد العشائري والطيران العراقي وطيران التحالف الدولي له». وأشار إلى أن «القوات الأمنية قتلت 112 عنصراً من داعش ودمرت عشرات العجلات التابعة لهم بينها عجلات مفخخة». على صعيد متصل، أكد مصدر أمني في محافظة نينوى أمس، أن «طائرات التحالف نفذت غارة جوية على مقر عسكري لتنظيم داعش في معامل الحلان شرق الموصل، ما أسفر عن قتل وإصابة نحو 12 عنصراً وتدمير المقر بالكامل». وأضاف المصدر أن «غارات أخرى نفّذتها طائرات التحالف، استهدفت أماكن استراتيجية للتنظيم في مركز قضاء سنجار، غرب الموصل، وفي قرية شريخان، ما أسفر عن قتل وإصابة أكثر من 20 عنصراً ، فضلاً عن تدمير أربع آليات»، ولفت إلى إن «غارة نفذها طيران التحالف، استهدفت تجمعات لمسلحي داعش في قرية الكصر التابعة لقضاء الحمدانية، ما أدّى إلى قتل وإصابة أكثر من 15 عنصراً منهم، وتدمير مجموعة من العجلات والآلات العسكرية».