كشف فنان الشارع البريطاني بانكسي في بيت لحم مشروعه الجديد في الأراضي الفلسطينية، وهو فندق مجاور للجدار الفاصل «غير القانوني» الذي تبنيه إسرائيل. وسيحمل الفندق اسم «وولد أوف»، وتطل غرفه على الجدار الذي يختصر سبعين سنة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. واختار بانكسي لتحقيق مشروعه مبنى سكنياً قديماً في مدينة بيت لحم في الضفة الغربيةالمحتلة أخلي من سكانه، على مسافة أمتار من الجدار، ويعكف مع فريقه على تزيين الغرف. ويقول ناطق باسم الفنان البريطاني إن هذا المبنى لن يكون مجرد عمل فني، بل أن غرف الفندق ستؤجر فعلاً. وبانكسي فنان شارع بريطاني مشهور جداً، لكنه لا يعلن هويته الحقيقية ولا يكشف وجهه، وهو لم يكن موجوداً أثناء زيارة مراسلي وكالة «فرانس برس» للمكان، بل ترك الآخرين يشرحون تفاصيل المشروع. وتشكل النزاعات مصدر إلهام له، وكذلك الجدار الفاصل والأراضي الفلسطينية عموماً. في العام 2002، بدأت إسرائيل تشييد هذا الجدار الفاصل المؤلف من كتل من الإسمنت بارتفاع أمتار عدة، والذي تصفه بأنه ضروري لوقف عمليات التسلل من الضفة الغربيةالمحتلة، فيما يصفه الفلسطينيون بأنه «جدار فصل عنصري». ويفصل الجدار بيت لحم عن القدس التي تبعد عنها أقل من عشرة كيلومترات، والبلدات الفلسطينية المجاورة. ومن الجانب الفلسطيني، تحول الجدار إلى مكان للاحتجاج والتعبير السياسي الفني. عام 2007، أمضى بانكسي بعض الوقت في بيت لحم، وترك فيها عدداً من اللوحات الجدارية، منها صورة لفتاة صغيرة تفتش جندياً ويداه مرفوعتان وسلاحه ملقى إلى جانبه. وكان بانكسي حينها برفقة نحو 15 فناناً آخر، وقد أقام سراً في المدينة وقدم أعماله في معرض قرب كنيسة المهد. وذهبت عائدات المعرض إلى أعمال خيرية يستفيد منها أطفال ومستشفيات في فلسطين. وعام 2005، رسم تسع لوحات على الجدار الذي كان يؤكد أنه غير قانوني، وصار يشكل «أفضل وجهة لرسامي الجداريات». ومن الرسوم التي طبعها على الجدار سلّم، وفتاة صغيرة تحملها بالوناتها، ونافذة تطل على مشهد وداع، للدلالة على أثر الجدار على حياة الفلسطينيين. عام 2015، دخل بانكسي خلسة إلى قطاع غزة من خلال الأنفاق السرية، وهناك رسم ثلاث جداريات في القطاع المحاصر منذ أكثر من عشر سنوات. عام 2003 بدأت شهرة بانكسي تنتشر بسبب رسوم غريبة على جدران لندن. وفي 2015، افتتح حديقة فنية قرب بريستول في غرب إنكلترا، تضم من بين الأعمال فيها مجسماً متفحماً لقصر ديزنيلاند وتمثالاً لساندريلا مشنوقة ومتدلية من عربتها المحطمة، وملتقطو صور المشاهير يتحلقون حولها. وعبر حينها عن هدفه من هذه الحديقة بالقول: «الهدف هو أن تتناول الحدائق ذات المواضيع الفنية مواضيع أكثر جدية» مما هو عليه الحال راهناً.