تسلم المهندسان المعماريان أنطوان فشفش وميشال داود، جائزة «الترميم وإعادة تأهيل هندسة التراث العمراني» عن مشاريع بين عامي 2000 و2017، منحتهما إياها نقابة المهندسين في بيروت عن مشروع إعادة تأهيل سوق الحراج في طرابلس. أُطلق مشروع إعادة تأهيل السوق التي تعود إلى العهد المملوكي (نحو عام 1370) عام 2003 كمشروع تعاون بين المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت، والمديرية العامة للآثار وبلدية طرابلس، وانتهت أعماله في ربيع 2005. وبتمويل من صندوق وزارة الخارجية الألمانية للحفاظ على التراث الثقافي، أزال هذا المشروع الأضرار التي وقعت أثناء الحرب الأهلية اللبنانية وأعاد تأهيل البنى التحتية. وجمع العمل بين التقنيات والمواد التقليدية مع حلول حديثة. وأشرف المعهد الألماني على إعادة تأهيل بنية التجارة المملوكية الضخمة. واعتمد المشروع على منهج دمج الأشخاص الذين يستخدمون السوق في عملية الترميم بطريقة تشاركية. وفي موازاة ذلك، نظّم المعهد مع بلدية طرابلس ورشتي عمل نوقشت خلالهما تقنيات الترميم والمفاهيم المستخدمة. وكان مشروع ترميم سوق الحراج نموذجاً للمزيد من مشاريع الترميم في المدينة. وأتى ترميم السوق كجزء من مشروع بحثي أكبر حول طرابلس بتمويل من الجمعية الألمانية للبحوث (DFG)، علماً أن طرابلس تضم 164 معلماً أثرياً مسجلاً. ويشغل ستيفان فيبر الذي ترأس المشروع من قبل المعهد الألماني، حالياً منصب مدير متحف الفن الإسلامي في برلين، حيث يعمل جنباً إلى جنب مع وزارة الخارجية الألمانية ومعهد الآثار على مشروع طويل الأجل لتوثيق التراث الثقافي السوري. يذكر أن المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت أسّس بمبادرة من جمعية المستشرقين الألمان عام 1961، ومنذ عام 2003 صار ينتمي إلى مؤسّسة ماكس فيبر التي تدير معاهد للعلوم الإنسانية خارج ألمانيا.