استقبلت جمهورية إندونيسيا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز اليوم (الأربعاء) في زيارته التاريخية التي يقوم بها، وذلك من أجل تقوية العلاقات التاريخية الثنائية بين البلدين. وتربط الرياضوجاكرتا علاقات تاريخية مبينة على الأخوة الإسلامية، ولكن العلاقات الديبلوماسية تعود إلى العام 1948، وذلك لدى توقيع البلدين اتفاقات ديبلوماسية بإفتتاح السفارة الإندونيسية في جدة، ثم عقبها افتتاح مفوضية للمملكة في إندونيسيا للمرة الأولى في العام 1950. ويعمل البلدان على تطوير علاقاتهما الاقتصادية والتجارية في المجالات كافة، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بينهما في العام الماضي 3.4 بليون دولار. وتبلغ صادرات الرياض إلى جاكرتا 2.3 بليون دولار، فيما بلغ حجم الاستيراد من إندونيسيا حوالى 1.1 بليون دولار، وفق ما نشره حساب موجز «الأخبار» على «تويتر». وتتمثل صادرات السعودية إلى إندونيسيا في النفط، والمواد الكيميائية العضوية، والبلاستيك، والمنتجات البلاستيكية، والمنتجات الكيماوية، والحديد، والصلب، والمعادن الأساسية. أما على مستوى الاستثمار البلدين، فهناك تعاون بين «أرامكو السعودية» و«بيرتامينا» في الاستثمار في عدد من المناطق الإندونيسية خصوصاً في مجال تكرير النفط والبتروكيماوية ب 5.6 بليون دولار، في كل من منطقة تشيلاتشاب، وجاوة الوسطى. أما الاستثمارات الإندونيسية في المملكة فتنحصر فقط في مجال التصنيع الغذائي والبناء. وامتدت العلاقات بين الرياضوجاكرتا حتى وصلت للجانب الديني والإعلامي (مثل تغطية صلاة التراويح في الحرم المكي، ومناسك الحج وغيرها)، والجانب السياحي أيضاً، وذلك منذ استقلال الجمهورية الإندونيسية. وقدمت السعودية الكثير من المشاريع لخدمة الإسلام والمسلمين في البلد الذي يعتبر ثاني أكبر بلد إسلامي، تمثلت في بناء المدارس والمساجد والمعاهد، وافتتاح معهد «العلوم الإسلامية والعربية» في جاكرتا منذ حوالى 40 عاماً. وفيما يخص الجانب السياحي، أفادت مديرة ترويج السياحة الخارجية في وزارة السياحة الإندونيسية نيا نيسجايا، بأن السياح السعوديين يشكلون النسبة الأكبر من عدد السياح الذين زاروا إندونيسيا خلال السنوات الخمس الماضية، مبينة أن عددهم خلال العام 2015، يفوق 129 ألف سائح، إلا أن هذا العدد ارتفع ليصل إلى 170 ألفاً. وأوضحت إن «التسهيلات التي تقدمها الحكومة الإندونيسية ستساهم في زيادة تدفق سياح المملكة، وأن عدد السياح السعوديين ارتفاع أخيراً بنحو 60 في المئة، ويعتبر هذا الرقم مرتفعاً مقارنة بعدد السياح من الدول الأخرى». أما على الجانب الأمني، فتتعاون وكالة «مكافحة الإرهاب» الإندونيسية مع المملكة للإستفادة من خبرتها الطويلة والناجحة في التعامل مع الإرهابيين وإعادة تأهيلهم، إذ زار رئيس الوكالة الجنرال شورادي أليوس الشهر الماضي، مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية لدراسة التجربة السعودية في إعادة تأهيل الإرهابيين السابقين والتعلم من الخبرات السعودية في منع الجماعات الإسلامية من نشر التطرف. وأكد رئيس مديرية الاستخبارات في وزارة الداخلية عبد العزيز الهويريني أن زيارة وفد وكالة مكافحة الإرهاب الإندونيسية دليلٌ على العلاقات الطيبة بين الوكالة والمخابرات السعودية. وكذلك أبرمت السعودية وإندونيسيا اتفاقات عدة منها معاهدة الصداقة في العام 1970، واتفاق التعاون الاقتصادي والفني 1980، واتفاق التعاون العلمي والثقافي والإسلامي في العام 1981، واتفاق الإعفاء المتبادل من تسديد الضرائب والرسوم الجمركية على أنشطة النقل الجوي في العام 1990.