متجاهلاً الدمار الذي خلفته الحرب الهمجية وتعتنته وحكومته في عدم التجاوب مع جميع النداءات الدولية لوقف هذه الحرب التي خلفت أكثر من 200 ألف قتيل، وما خلفته من جرحى ومهجرين ودمار كبير لسورية، قدم الرئيس السوري بشار الأسد أمس الثلاثاء ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من يونيو في خطوة غير مفاجئة أيضاً تتجاهل تحذيرات الأممالمتحدة والدول الغربية من مهزلة إجراء هذه الانتخابات. ويشكل رحيل الأسد عن سدة الحكم في البلاد التي تشهد نزاعا داميا منذ ثلاثة أعوام بدأ باحتجاجات مناهضة للنظام مطلبا أساسيا للمعارضة والدول الغربية الداعمة لها. واعلن رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام انه تبلغ من المحكمة الدستورية العليا طلبا من بشار الأسد أعلن فيه ترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية خلال جلسة بثها التلفزيون الرسمي. واضاف أن الأسد بعث برسالة إلى المجلس يقول فيها إنني ارغب بترشيح نفسي إلى منصب رئيس الجمهورية العربية السورية طالبا من أعضاء المجلس تأييد ترشيحه. وبترشيح الأسد يرتفع إلى سبعة بينهم امرأة عدد المتقدمين بطلبات ترشيح إلى الانتخابات الرئاسية. ومن بين المرشحين عضو حالي وعضو سابق في مجلس الشعب في حين أن الباقين هم من الوجوه غير المعروفة. وبحسب القانون يجب على كل راغب في الترشح أن ينال تأييد 35 عضوا في مجلس الشعب المؤلف من 250 نائبا، بينهم 160 نائبا ينتمون إلى حزب البعث العربي الاشتراكي برئاسة الأسد. وعلى الرغم من عدم إقفال باب الترشح قبل الأول من مايو، بدأ النواب بالتصويت على أسماء المرشحين الذين يرغبون في تأييدهم. وتعقيبا على ترشح الأسد قال الناشط محمد نصر من جنوبدمشق لفرانس برس عبر الإنترنت: ان مهزلة الانتخابات هي جزء بسيط جدا من الظلم الذي يتعرض له الشعب السوري وسط صمت العالم والمجتمع الدولي. وادى النزاع إلى لجوء اكثر من ثلاثة ملايين شخص إلى الدول المجاورة ونزح الآلاف من هؤلاء عبر معابر غير شرعية أو أخرى لا تسيطر عليها السلطات السورية لا سيما في اتجاه تركيا والعراق. ميدانيا تواصلت المعارك في مناطق سورية عدة، لا سيما في مدينة حلب (شمال) ومحافظة اللاذقية الساحلية في غرب البلاد. وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن التيار الكهربائي بدأ العودة إلى عدة مناطق في أحياء حلب الغربية الخاضعة لسيطرة القوات النظامية اثر قطعه من قبل المقاتلين المعارضين لعشرة أيام كوسيلة ضغط على النظام لوقف القصف بالبراميل المتفجرة الذي أدى إلى مقتل المئات منذ منتصف ديسبمر.