تقدم استشاري يعمل في مدينة الملك فهد الطبية باستقالته أخيراً، متهماً إدارتها ب«التعالي» ورفض إجراء الجراحات الصغيرة، وهو ما أدى إلى إلغاء 50 في المئة منها، على حد قوله، لكن «المدينة» اعتبرت أن استقالة الاستشاري طبيعية، نافية إلغاء أي جراحة.وكان ثلاثة استشاريين تقدموا باستقالتهم أيضاً، عازين ذلك إلى أسباب شخصية، فيما أكد الاستشاري الرابع المتخصص في مجال الجراحة (تحتفظ «الحياة» باسمه)، أنه فضل الخروج من مدينة الملك فهد الطبية لأن أجواء العمل فيها غير مريحة. وقال ل «الحياة»: «إن عدم النظر بعين الإنتاجية لعمل الأطباء أجبر بعضهم على تقديم استقالتهم، كما أن عزوف آخرين عن العمل وإجراء الجراحات الصغيرة أدى على إلغاء 50 في المئة من الجراحات التي كانت مقررة، وهو ما دعاني إلى تقديم استقالتي». وأضاف أن البعض في «المدينة» باتوا «متعالين» عن أداء بعض الجراحات الصغيرة كونها لا تضيف لهم شيئاً، ويتسابقون على الحالات المعقدة، وهو ما عطل بعضها وجعلها قيد الانتظار شهوراً، معتبراً أن إدارة «المدينة» لا تقدر عمل المجتهدين من الأطباء وتعطي الجميع رواتب ثابتة سواء عملوا أم لم يعملوا، وهو ما انعكس سلباً على التنافس بين الأطباء، وجعل بعضهم يتراخون عن أجراء الجراحات المقررة أو تأجيلها. وأشار إلى أنه عمل في مستشفيات خارج السعودية فترة طويلة وكان الوضع مختلفاً تماماً، إذ كان الطبيب يعطى على قدر إنتاجيته، على عكس ما يجري في مدينة الملك فهد الطبية، لافتاً إلى أن قلة المستشفيات الحكومية وصعوبة دخول المريض إليها، والإجراءات الطويلة لانتظار السرير الشاغر والموعد المناسب أجبر كثيراً من المرضى على الخروج إلى المستشفيات الأهلية وتكبد مصاريف أثقلت كاهلهم. وأكد أن دخول المريض إلى مدينة الملك فهد الطبية يحتاج إلى إجراءات معقدة، قد لا يسعفه الوقت لإنجازها، ولا سيما من يحتاجون إلى جراحات مستعجلة، مثل ضرورة التحويل من مستوصف تابع ل«المدينة» وعرضه على العيادة التأهيلية للنظر في حالته ثم تحويله إلى العيادة المتخصصة. واستغرب اللوم الذي وُجِّه إليه عندما قبل دخول مصابة بسرطان الثدي إلى المستشفى، مشيراً إلى أن المرأة توفيت بعد أيام من قبولها، لأن المرض كان مستشرياً فيها. من جهته، اعتبر مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في مدينة الملك فهد الطبية إبراهيم السعيد أن استقالة الأطباء الأربعة طبيعية وغير مستغربة. وقال ل«الحياة»: «استقالات الموظفين سواء كانوا في المنشآت الصحية أو غيرها أمر طبيعي وغير مستغرب، فالاستقالة تتم أحياناً لوجود عروض مالية أو إدارية أفضل، أو لرغبة الموظف في العودة إلى بلده بالنسبة للمتعاقدين». وشدد على أن استقالة الاستشاريين الأربعة لا تؤثر في عمل مدينة الملك فهد الطبية. وتابع: «منذ بداية العام وحتى الآن انضم إلى المدينة 25 استشارياً وبالتالي ليس هناك أي تأثير من استقالة أحد»، نافياً إلغاء 50 في المئة من الجراحات. وأضاف أن المستقيلين من «المدينة» هم طبيبان سعوديان وآخران مقيمان، لافتاً إلى أن الطبيب السعودي الأول كان مبتعثاً من وزارة الصحة وانضم حديثاً إلى مدينة الملك فهد الطبية، وقدم له عرض من أحد المنشآت الصحية السعودية لتولي رئاسة أحد الأقسام. وذكر أن الطبيب السعودي الآخر يحمل تخصص جراحة أطفال، إضافة إلى تخصص زراعة كلى، وقدم تصوراً لوزير الصحة لبرنامج زراعة كبد الأطفال ووجّه الوزير بانضمامه إلى مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، مشيراً إلى أن الطبيبين المقيمين تقدما باستقالتيهما بناء على طلبهما.