بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس (الأحد)، زيارة رسمية إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور، لتعزيز التعاون مع الرياض، وبحث قضايا المنطقة. وكان في استقبال خادم الحرمين الشريفين لدى وصوله إلى مطار كوالالمبور الدولي رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبدالرزاق ووزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين، وعدد من المسؤولين الماليزيين. كما كان في استقباله سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا فهد بن عبدالله الرشيد، وأعضاء السفارة السعودية في كوالالمبور، وبعد ذلك، توجه خادم الحرمين الشريفين في موكب رسمي إلى مقر البرلمان الماليزي. ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين ساحة الاستقبالات الرسمية بالبرلمان، كان في استقباله السلطان محمد الخامس ملك ماليزيا، ثم عزف السلامان الملكي السعودي والوطني الماليزي، كما أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بمقدم خادم الحرمين الشريفين. بعد ذلك، استعرض خادم الحرمين الشريفين حرس الشرف، ثم عزف السلامان الملكي السعودي والوطني الماليزي. وصافح خادم الحرمين الشريفين كبار المسؤولين الماليزيين، كما صافح ملك ماليزيا الأمراء، وأعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين، ثم غادر الملك سلمان البرلمان الماليزي متوجهاً إلى المقر المعد لإقامته. وأبرزت وسائل إعلام عالمية زيارة الملك سلمان لماليزيا، وأكدت «رويترز» أن كوالالمبور أقامت استقبالاً حافلاً في بداية جولة آسيوية تستغرق شهراً تهدف لتعزيز العلاقات وجذب استثمارات جديدة للمملكة، وهذه أول زيارة يقوم بها عاهل سعودي لماليزيا منذ أكثر من 10 سنوات. الوفد الرسمي وصل في معية خادم الحرمين الشريفين كل من الأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير منصور بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، والأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز، والأمير طلال بن سعود بن عبدالعزيز، ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، والأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز، والمستشار في الديوان الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز، والمستشار في الديوان الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، والأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، والأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير نايف بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير راكان بن سلمان بن عبدالعزيز. ويضم الوفد الرسمي لخادم الحرمين الشريفين وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير الاقتصاد والتخطيط المهندس عادل بن محمد فقيه، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ووزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور علي بن ناصر الغفيص، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني. كما يضم الوفد المرافق للملك رئيس المراسم الملكية خالد بن صالح العباد، ونائب السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين مساعد رئيس الديوان الملكي للشؤون التنفيذية فهد بن عبدالله العسكر، ورئيس الحرس الملكي الفريق أول حمد بن محمد العوهلي، ونائب رئيس الديوان الملكي عقلا العقلا، ومساعد السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين تميم بن عبدالعزيز السالم، والمستشار في الديوان الملكي تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، ورئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين المكلف خالد بن عبدالعزيز السويلم. احترام متبادل بين الرياضوكوالالمبور تتسم العلاقات بين المملكة العربية السعودية وماليزيا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في بداية الستينات بالاحترام المتبادل والعمل على تطويرها في المجالات كافة، واستمرت هذه العلاقات بين البلدين في جميع الأصعدة.وتحظى المملكة باحترام كبير لدى الأوساط الرسمية والشعبية والتجمعات الإسلامية كافة، وتشكل وحدة العقيدة الدينية والروابط الروحية الأسس المتينة للعلاقات القائمة بين البلدين. وقامت العلاقات السياسية بين البلدين على أساس إيجاد مناخ للتفاهم والاحترام المتبادل، إذ أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في منتصف عام 1961 بفتح سفارة للمملكة في كوالالمبور وسفارة لماليزيا في جدة. ويمكن وصف العلاقات السعودية الماليزية بالقديمة، إذ شهدت العلاقات السياسية بين البلدين خلال مراحل تطورها قدراً كبيراً من التميز خلال العقد السابع من القرن الماضي، إذ قامت ماليزيا بدور مميز إثر حريق المسجد الأقصى في أواخر الستينات من القرن الماضي بإنشاء منظمة التعاون الإسلامي. ومنذ عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، حتى هذا العهد، كانت ومازالت الزيارات بين البلدين مستمرة، وكانت أولاها للملك فيصل بن عبدالعزيز عام 1970، ثم زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كانون الثاني (يناير) 2006. ومن الجانب الماليزي، زار رئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبدالرزاق المملكة، كما زارها ملك ماليزيا المعتصم بالله محب الدين معظم شاه. وامتداداً للتعاون العسكري بين البلدين شاركت ماليزيا مع قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن من ميليشيات الحوثي والداعمين لها، إلى جانب مشاركتها في مناورات «رعد الشمال» ومشاركتها في التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب، إضافة إلى إدانتها استهداف مكةالمكرمة بصاروخ من الميليشيات الحوثية. وحيال التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين فشهدا زيارات متبادلة، إذ قام وفد نسائي من جامعة ماليزيا للتكنولوجيا بزيارة شطر الطالبات بجامعة طيبة بالمدينة المنورة. كما وقعت المملكة وماليزيا العديد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم في المجالات العسكرية والتعليمية والسياحية، ومنها: «مذكرة تفاهم للتعاون في المجال العلمي والتقني والصناعي لأغراض الدفاع الوطني، واتفاق بين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بصندوق استثمارات الجامعة ومواردها الذاتية وجامعة الوسائط المتعددة MMU الماليزية، بهدف استكمال تعاقد الشراكة بين الجامعتين لتأسيس مركز تقني متخصص في أبحاث الوسائط المتعدد داخل حرم الجامعة الماليزية، واتفاق بين الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة العلوم الماليزية، لتوثيق الصلات العلمية والتعليمية بين الجامعتين، ونصّت المذكرة على التعاون في إنشاء وتطوير الكليات العلمية الجديدة في الجامعة الإسلامية، وتبادل التجارب والمعارف العلمية والتعليمية ذات الاهتمام المشترك، والتعاون العلمي والتعليمي في ما يخدم الأهداف المشتركة التي تسهم في تطوير الجوانب الأكاديمية والرفع من المستوى العلمي والأكاديمي للجامعتين، إلى جانب البرامج الدراسية والكتب والمناهج والمطبوعات والخبرات الأكاديمية، ومشاريع مراكز البحث العلمي ذات الاهتمام المشترك، واتفاق تعاون بين جامعة طيبة وجامعة ماليزيا للتكنولوجيا، ومذكرة تفاهم للتعاون في المجال السياحي بين البلدين، ونصت المذكرة على تبادل المعلومات والخبرات بين البلدين في الأنظمة الخاصة بالنشاطات والخدمات السياحية وأثرها الاقتصادي والاجتماعي، والتراث العمراني والحرف اليدوية واستثمارها في التنمية السياحية، وإدارة الفنادق والمنتجعات السياحية والأنظمة المرتبطة بمنشآت الإيواء السياحي والرحلات السياحية، والإرشاد السياحي، والإحصاءات السياحية». الوفد الإعلامي يتفقد «برسرانا» قام الوفد الإعلامي المرافق لخادم الحرمين الشريفين في زيارته الرسمية لماليزيا، بزيارة أمس، إلى مقر مجموعة شركات «برسرانا»، المشغلة لقطار المشاعر، وذلك في العاصمة الماليزية كوالالمبور. واطلع الوفد على عدد من التجارب الناجحة للشركة، مبدياً إعجابه بالتجربة الماليزية المميزة في عددٍ من المجالات، وفي ختام الزيارة التقطت الصور التذكارية. سفارة كوالالمبور تنوه بدور المملكة وصفت سفارة ماليزيا في المملكة العلاقات الثنائية التي تربط المملكة العربية السعودية ومملكة ماليزيا بالمميزة وتصل حالياً إلى أعلى مستوياتها. وقالت السفارة في بيان صحافي نقلته وكالة الأنباء السعودية بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لماليزيا: «تأتي هذه الزيارة المهمة لخادم الحرمين الشريفين لتؤكد العلاقات المميزة بين البلدين، وللرقي بها إلى آفاق أعلى وأرحب». وأوضحت السفارة أن الزيارة ستعمل على مناقشة واستعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وأمن المنطقة إضافة إلى المواضيع المتعلقة بالدفاع، والتنمية، وما يهم الأمة الإسلامية، وكذلك المسائل المتعلقة بالحج وخدمات الطيران والتعاون في مجال التعليم العالي والاقتصاد وغيرها من المواضيع وأضافت أن هذه الزيارة تأتي استكمالاً لسلسلة اللقاءات بين قيادتي البلدين، إذ سبق أن التقى خادم الحرمين الشريفين برئيس وزراء ماليزيا في آذار (مارس) 2016، تم خلالها تبادل وجهات النظر في العلاقات الثنائية، كما قام نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الماليزي بزيارات إلى المملكة بحث خلالها المسائل المتعلقة بالتعاون الأمني ومحاربة الإرهاب. وعبرت السفارة في بيانها عن فخر وسعادة ماليزيا حكومة وشعباً بزيارة خادم الحرمين، التي سيكون لها بالغ الأثر في رفع مستوى تضافر جهود الهيئات والمؤسسات الماليزية وبخاصة الفاعلين في مجال الأعمال من أجل مزيد من العلاقات والتعاون مع نظرائهم السعوديين في مختلف المجالات. وقالت: «إن العلاقات السعودية الماليزية متعددة ومتنوعة، فماليزيا تستضيف سنوياً مسابقة قراءة وحفظ القرآن الكريم، تشارك فيها المملكة في الجانب التحكيمي، إضافة إلى متنافسين سعوديين، كما تشارك ماليزيا هذا العام ضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب 2017». وفي المجال الإنساني والاجتماعي، أوضحت السفارة أن المملكة العربية السعودية وماليزيا تعملان «بشكل وثيق من أجل الدفع بالحاجات الإنسانية، وبخاصة لأولئك الذين يشكلون أقليات إسلامية، وكذلك في القضية الفلسطينية». وذكرت في بيانها أن العلاقات الرسمية بين البلدين بدأت بشكل رسمي عندما أرسلت المملكة ممثليها أثناء إعلان استقلال ماليزيا في 31 آب (أغسطس) 1957، التي أسس البلدان بعده سفارتهما في كوالالمبوروجدة على التوالي، ثم انتقلت السفارة الماليزية إلى الرياض. وأكدت السفارة أن المملكة وماليزيا «تتقاسمان وجهات النظر وتعملان بشكل مشترك في المنتديات الدولية، مثل الأممالمتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، على إيجاد حلول لسلسلة من القضايا بما في ذلك القضية الفلسطينية، وحقوق الإنسان، وأيضاً الأقليات المسلمة». وعن مشاركة ماليزيا في التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب أوضحت السفارة أن «ماليزيا تعمل دائماً بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، كما شاركت في تمرين «رعد الشمال» العسكري، الذي أقيم في حفر الباطن وأجزاء أخرى من المملكة، جزءاً من انتظامها في التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي بدوره سيعمل على تعزيز مهارات التأهب والاستعداد وجني خبرة العمل التوافقي المشترك مع البلدان الأخرى وبخاصة المملكة. السفير الرشيد: مرحلة تاريخية في العلاقات اعتبر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة ماليزيا فهد بن عبدالله الرشيد أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لماليزيا «مرحلة مهمة في ترسيخ العلاقات المميزة بين المملكة العربية السعودية وماليزيا التي شهدت خلال السنوات الأخيرة تطوراً بلغ مستويات غير مسبوقة». وأكد في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بهذه المناسبة أن الزيارة ستعمل على تنمية العلاقات، وبخاصة بين المسؤولين في البلدين ورجال الأعمال والشعبين بصفه عامة. وقال: «إن وحدة العقيدة الدينية والروابط الروحية تشكلان الأسس المتينة للعلاقات القائمة بين البلدين»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «العلاقات السياسية بين البلدين تقوم على أساس إيجاد مناخ للتفاهم والاحترام المتبادل»، مشيراً إلى أن «العلاقات الدبلوماسية بين البلدين نشأت في منتصف عام 1961 بفتح سفارة للمملكة في كوالالمبور وسفارة لماليزيا في جدة». وذكر أن المسؤولين الماليزيين يؤكدون دوماً أن المملكة ذات تأثير كبير وفاعل في شؤون الشرق الأوسط، ودولة رئيسة في حل مشكلات المنطقة الإقليمية والدولية، إضافة إلى أنها عامل استقرار رئيس في المنطقة. مؤكداً أن للبلدين تعاون وثيق في مجال مكافحة الإرهاب. وعن مشاركة ماليزيا في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، قال الرشيد: «لا يمكنني أن أقول أكثر مما صرح به رئيس الوزراء الماليزي بأن خادم الحرمين الشريفين، يرى أن العلاقات بين ماليزيا والمملكة الآن في أعلى مستوياتها وأنه يجب تعزيزها في المستقبل، وأنه يشعر بالرضا تجاه مستوى العلاقات بين البلدين، ويشعر بالفخر تجاه الإنجازات الماليزية». ونقل الرشيد شكر وتقدير المسؤولين الماليزيين تجاه المعاملة الحسنة والمساعدات التي توفرها المملكة للحجاج والمعتمرين الماليزيين، إذ تولي ماليزيا أهمية كبيرة لهذه الناحية، ولفت، بحسب تأكيد رئيس الوزراء الماليزي، إلى أن العلاقات بين البلدين تطورت لتعكس الاهتمام الحالي بالوقوف ضد التهديدات الإرهابية ليس فقط في المملكة، ولكن في ماليزياً ومنطقة جنوب شرق آسيا وغيرها.