دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية وأبناء الشعب الفلسطيني في لبنان، الى ان يكونوا «عامل استقرار للسلم الأهلي اللبناني والحفاظ على المخيمات كعنوان لحق العودة»، وأكد «الموقف الفلسطيني الواضح والثابت والدائم لاستقرار لبنان والحفاظ على أمنه وسلمه الأهلي وتعزيز العلاقات اللبنانية - الفلسطينية على كل المستويات»، مشدداً على «ضرورة حماية الموقف الفلسطيني الرسمي النأي بالنفس عن الشؤون اللبنانية والبقاء على الحياد الإيجابي وعدم السماح باستغلال المخيمات لأي أجندة غير فلسطينية». وقال عباس بعد لقائه في مقر إقامته في فندق «الهيلتون» ممثلي فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان ووفداً شبابياً من المخيمات: «اتابع كل التفاصيل وأدقها المتعلقة بالمخيمات الفلسطينية، من اوضاع عين الحلوة الى تجمّع الشبريحا الى نهر البارد، ونبذل كل الجهود من اجل معالجة هذه المشكلات»، مؤكداً العمل على «دعم صندوق الطالب الفلسطيني ورفع نسبة المساعدة لتخفيف معاناة الطلاب الجامعيين»، ومشدداً على «ضرورة التمسك بحق العودة ورفض التوطين». وأمل ب «استمرار اجتماعات اللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني الفلسطيني وإنهاء الخلافات والتمسك بالوحدة الوطنية، على اعتبارها المدماك الأساس لمواجهة الضغوط التي تمارس علينا»، مشدداً على «ضرورة تحقيق وإنجاز المصالحة الوطنية وتحقيق التزام الاتفاقات المعقودة مع الفصائل». بعد ذلك التقى عباس رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة، ثم رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل الذي قال: «تأكدنا مما كنا نسمعه من القيادة الفلسطينية عن حرصها على استقرار لبنان، وعلى ألا يكون هناك سلاح في المخيمات او خارجها وأن تفرض الدولة اللبنانية سيادتها الحقيقية على الأراضي اللبنانية، ومن ضمنها المخيمات لحماية اللاجئين انفسهم ايضاً من كل الأذى والتوترات التي يعيشون فيها، وأن يسود العدل والقانون داخل المخيمات وأهلها وحقوق اللاجئين الذين يعيشون اليوم في شريعة الغاب ويخضعون للمجموعات المسلحة التي تفرض قوانينها عليهم، وهذا يظهر ان التقصير الحاصل هو من الدولة اللبنانية، ومن لا يريد تجريد المخيمات من السلاح هم أفرقاء لبنانيون». وأضاف: «أكدنا للرئيس عباس ان الحل يكون بوجود دولة فلسطينية، اذ لا يجوز أن يكون هناك شعب لا يملك دولة في عام 2017، وذلك حتى نستطيع ان نشجع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على العودة الى دولتهم وأرضهم التي ما زالوا مرتبطين بها. نحن نلتقي بالأهداف الموقتة والقصيرة الأمد في موضوع المخيمات والدولة الفلسطينية او وجود الدولتين، ونحن على موقفنا بالمطالبة بحماية لبنان واللاجئين الفلسطينيين وضرورة العودة». كما التقى الرئيس الفلسطيني، الوزير السابق جان عبيد الذي اعتبر ان «القضية الفلسطينية لم تعد حنيناً بل اصبحت قضية»، مثنياً على «دور القيادة المتمثلة بالرئيس عباس في الحفاظ على هذه القضية»، ثم رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري الذي رأى ان «أمن لبنان وأمن المخيمات مرتبطان بفضل جهود حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وسفارة فلسطين، وهو ما ينعكس على المخيمات والجوار». وكان عباس التقى مساء اول من امس، رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة في احد مكاتب السراي الكبيرة، على هامش مشاركة الرئيس الفلسطيني في مأدبة العشاء التي اقامها الرئيس سعد الحريري على شرفه، وتم التشاور في آخر المستجدات في لبنان والمنطقة. ثم التقى في مقر إقامته، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي قال:»أجرينا جولة أفق واسعة بدأت من لبنان مروراً بفلسطين وصولاً الى الوضع المؤسف في سورية، فضلاً عن وضع المنطقة ككل». ورأى أنه «لسوء حظ فلسطين نشأت مجموعة مآس بدءاً من عام 2010 وحتى الآن أزاحت كل الاهتمام عن القضية الفلسطينية ودفعت بالاهتمام العربي والغربي والدولي في اتجاه القضايا الأخرى»، وقال: «لكن بوجود قيادة مثل قيادة أبو مازن والفريق المرافق له أعتقد أنهم سيتمكنون من إدارة الأزمة على أفضل ما يكون الى حين الانفراج في المنطقة ليعود الاهتمام والتركيز لينصبّا على القضية الفلسطينية التي لا أخاف عليها لأنها قضية حق وواقع وتاريخ، ومهما حصل من تطورات غير مستحبة لن يتمكن أي شيء من محو الحق والواقع والتاريخ، ومهما حاول العالم التملص من الحلول لن يبقى سوى حل وحيد هو حل قيام دولتين، وعاجلاً أم آجلاً ستنشأ دولة فلسطينية وسنزوركم فيها بإذن الله». وعن موقفه من نقل السفارة الأميركية الى القدس، أجاب: «نحن ضد أي خطوة يمكن أن تؤثر في حل الدولتين وهذه الخطوة تأتي في هذا السياق لذلك نحن لا نؤيدها». وتلقى أمين عام التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد اتصالاً هاتفياً من عباس، عرضا فيه أوضاع الفلسطينيين. ووجه عباس «تحية الإجلال لروح معروف سعد لمناسبة ذكرى اغتياله»، مشيداً ب «كفاحه من أجل لبنانوفلسطين». وبعد الظهر غادر الرئيس الفلسطيني مطار بيروت على متن طائرة خاصة بعد زيارة دامت ثلاثة ايام، وكان في وداعه ممثل رئيس الجمهورية، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول وعدد من الشخصيات وأركان السفارة الفلسطينية. وفي الشأن الفلسطيني اكد «الحراك الشبابي الشعبي الفلسطيني» ان «عدونا الأساس هو العدو الصهيوني». وأعلن في بيان رفضه «التنسيق الأمني الذي تمارسه اجهزة امن السلطة» واعتبرها «ذراعاً من اذرع الاحتلال». ورأى ان «التطبيع الذي يمارس من الهيئات الرسمية وبعض المؤسسات والجمعيات والأفراد طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني وتضحياته»، محذراً من «الاستمرار في هذا النهج لأنه لن يفلت من العقاب».