لندن - ا ف ب - تخلى اللاعبون ال23 الذين مثلوا المنتخب الفرنسي في مونديال جنوب أفريقيا 2010 عن العائدات المالية الناجمة عن حق التصوير في المباريات التي خاضوها استعداداً للعرس الكروي أو في النهائيات. وجاء التأكيد أمس (الثلثاء) على لسان رئيس الاتحاد الفرنسي الموقت فرنان دوشوسوا الذي اجتمع باللاعبين في لندن أول من أمس (الإثنين) عشية مباراة فرنسا الودية مع إنكلترا، وذلك من أجل حسم هذه المسألة التي تناولتها وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة. وأشار دوشوسوا إلى أنه اجتمع باللاعبين من أجل إنهاء أي سوء تفاهم ووضع حد للمعلومات المغلوطة، مؤكداً التزام اللاعبين بالقرار الذي اتخذ خلال كأس العالم بالامتناع عن تقاضي المكافآت المالية إن كانت لها علاقة بالمباريات التحضيرية لمونديال جنوب أفريقيا أو المباريات التي خاضها المنتخب في النهائيات، والمقدرة بثلاثة ملايين يورو. وذكر دوشوسوا أن هذا المبلغ سيذهب لتمويل تطوير قطاع الهواة. وكان المنتخب الفرنسي وصيف نسخة 2006 وبطل 1998 ترك جنوب أفريقيا مسدلاً الستار على فصل «محرج» للغاية في تاريخه وودع نهائيات 2010 من الباب الصغير من دون أي فوز، خاتماً مشاركته بخسارة أمام نظيره الجنوب أفريقي (1-2) الذي أصبح بدوره أول بلد مضيف يخرج من الدور الأول. وتشرذم المنتخب الفرنسي تماماً بعد طرد مهاجم تشلسي الإنكليزي نيكولا أنيلكا من صفوفه بسبب إهانته المدرب ريمون دومينيك بعبارات نابية جداً خلال استراحة شوطي مباراة المكسيك، وسرب ما حصل في غرفة الملابس إلى صحيفة «ليكيب» التي نشرته في صفحتها الأولى، ما دفع قائد «الديوك» باتريس إيفرا إلى الإعلان عن ضرورة التخلص من «الخائن» الذي سرب ما حصل ثم قاد تمرداً ورفض مع زملائه التمارين احتجاجاً على طرد أنيلكا فدفع الثمن باستبعاده عن التشكيلة الأساسية في المباراة الأخيرة. وامتدت ذيول ما حصل في جنوب أفريقيا إلى فرنسا، إذ وجد رئيس الاتحاد المحلي للعبة جان بيار ايسكاليت نفسه مجبراً على تقديم استقالته ووصلت الأمور إلى حد مثوله مع دومينيك أمام البرلمان الفرنسي. كما استدعي الرجلان أمام لجنة الشؤون الثقافية في البرلمان لشرح أسباب الإخفاق الذي سجله المنتخب، إذ خرج من الدور الأول من دون تحقيق أي انتصار، وكذلك حادثة استبعاد أنيلكا عن بعثة الفريق، وامتناع اللاعبين عن إجراء التدريب قبل مباراتهم الأخيرة أمام جنوب أفريقيا احتجاجاً على طرد زميلهم. وعلى رغم تحذيرات الاتحاد الدولي (فيفا) من تدخل السياسيين في شؤون الاتحاد، دافع نواب الغالبية عن مبدأ الاستماع من أجل تحديد أسباب الفشل، وأكدوا أنهم أصيبوا بخيبة أمل من الإجابات التي تلقوها. كما استقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ألقى بثقله من أجل إعادة الاعتبار إلى الكرة الفرنسية بعد الفشل الذريع والصورة المخزية التي قدمها المنتخب، بمهاجم الفريق تييري هنري بعد عودة اللاعبين من جنوب أفريقيا. ثم تتابعت ذيول ما حصل بإيقاف عدد من اللاعبين وتعيين لوران بلان خلفاً لدومينيك.