تسببت تحذيرات «إرشادية» غير واضحة في رفض أكثر من 2000 حاج من حجاج الداخل صعود قطار المشاعر، والانتقال من المخيمات الخاصة بهم في مشعر منى إلى موقع جسر الجمرات، إضافةً إلى إثارة الفوضى والفزع من ركوب القطار داخل أفراد الحملة من الجنسين بسبب تلك التحذيرات التي وصفت ب «المقلقة وغير المفهومة». ومن خلال اتصال هاتفي تلقته «الحياة» من أحد حجاج الحملة (تحتفظ «الحياة» باسمها) الذي نقل تذمره الشديد من سوء استخدام التحذيرات والتوجيهات من الإرشاديين داخل المخيم، حول كيفية اتباع التعليمات أثناء الصعود إلى القطار ما تسبب في إثارة الخوف والفزع لدى الكثير من حجاج الحملة، خصوصاً كبار السن منهم من عملية الصعود، ما أدى بدوره في نهاية المطاف إلى تأجيل رمي جمرة العقبة الكبرى لهؤلاء الحجاج حتى إشعار آخر. وأكد أحد حجاج الحملة الحاج محمد النقيب أن الشرارة الأولى للمشكلة بدأت بسبب التحذيرات الشديدة التي كان يطلقها الإرشاديون داخل المخيم من الوقوع من فتحة صغيرة تقع عند مدخل القطار، منبهين على ضرورة الانتباه لهذه المشكلة، وقال: «مازاد الطين بلة، استمرار التحذيرات لساعات طويلة وفترات متواصلة، وبشكل مريب ومخيف في الوقت نفسه، ما أثار الذعر في نفوس الحجاج من هذه الفتحة». وأضاف: «سرت هذه التحذيرات في جسد المخيم مسرى النار في الهشيم، وبدأت بعض العائلات في الاتصال على ذويهم وأقاربهم، خصوصاً ممن لديه معلومات مسبقة عن القطار أو أتيحت له فرصة صعود القطار يوم التروية أو يوم عرفات للاستفسار عن ماهية هذه الفتحة، ومدى صحة هذه التحذيرات من عدمها». وأشار إلى أن التوجيهات والإرشادات التي تعمل على تنفيذها إدارة المخيم يجب أن توكل إلى شبان واعين، وذوي خبرة ودراية بمخاطبة وتوجيه الحجاج، لأن فيهم الكبير والصغير وذا العقل الضيق، مشدداً على أن ما رآه من مرشدين لا تتجاوز أعمارهم ال20 عاماً، يفتقدون كثيراً من الأسس والمعلومات والخبرة في التعامل مع عامة الحجاج. بدورها، التقطت الحاجة مها محمد خيوط الحديث من زوجها، مؤكدة أن التحذيرات سببت قلقاً شديداً، خصوصاً بين النساء وكبيرات السن بالذات، وزادت: «إن جميع الاتصالات التي أجريناها بأصدقائنا خصوصاً ممن جربوا ركوب القطار أكدوا أنه لا خوف ولا مشكلات أبداً من صعوده، ولكن من يستطيع أن يصدق خصوصاً بعد سماع كل هذا الكم من التحذيرات التي لا فائدة منها ولا طائل». ولفتت إلى أن أمها التي ترافقها حالياً في الحج رفضت رفضاً باتاً صعود القطار، وأردفت: «منذ ليلة الوصول إلى منى وأنا أحاول إقناع أمي بالصعود إلى القطار، ولكن من دون جدوى أو فائدة تذكر، فهي كانت متخوفة في الأساس من صعود القطار قبل أن تصل إلى المشاعر، وزاد الأمر تعقيداً هذه التحذيرات التي زادت عن حدها».