بعد فينة من تعالي الأصوات المطالبة بتواجد المرأة وسط بنات جنسها داعية ومرشدة في أداء منسك الحج، أكدت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على لسان وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري عدم تعميد الوزارة لحج هذا العام داعيات يضطلعن بتوجيه وتقديم الاستشارات للنساء في الحج في ما يخص الأحكام الخاصة بهن. وشدد عضو المجمع الفقهي وأستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن محمد سفر على أن الضرورة تستوجب عمل داعيات متخصصات في الحج على أن يكن مؤهلات تأهيلاً شاملاً. وقال الدكتور سفر ل«الحياة»: «يجب على كل مسلم ومسلمة معرفة أساس العلم الشرعي والحث فيه سواء للرجال أو النساء». وتابع: «على وزارة الشؤون الإسلامية إحضار داعيات حاملات للعلم الشرعي يدلون بالإرشاد للأمور المتعلقة بالتنوير بنسك الحج، وبناء على هذا فالواجب على الداعيات أن يكن فقيهات بالحج كما يجب اعتماد صنف آخر من الداعيات موجهات للسلوك بالسكينة والهدوء في النفرة والرمي واتباع الطرق السليمة الخاصة بهن». وأشار عضو المجمع الفقهي إلى أن كتاب «تاريخ البلد الأمين» الذي يبين أن هناك نسوة يفتين بالحج يقدمن من المدينةالمنورة مع القوافل المقلة للحاجات من مناطق مختلفة كبغداد ومصر وغيرهما من الدول في عهد الصحابة والتابعين (رضي الله عنهن) وينصبن لهن مكاناً في المشاعر المقدسة. بدورها، ذهبت أستاذة علم الاجتماع في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة هيا الشيبي إلى أن مشاركة المرأة في العمل الدعوي أمر ضروري، «لكونها الأقرب إلى النساء الحاجات والأقدر على فهم ظروفهن من الرجال وبالتالي تستطيع إرشاد الحاجة في كثير من الأمور التي تتعلق بأداء النسك بالشكل الصحيح الموافق لما جاء به هدي النبوة». وقالت الدكتورة الشيبي ل«الحياة»: «إن دعوة المرأة في الحج لم تستغل إلا على نطاق ضيق في بعض الحملات»، أما دعوة الوافدات من الدول العربية والإسلامية فلم تعلق عليها أستاذة الاجتماع بحكم عدم علمها ومعرفتها بها. وأشارت إلى أن مشاركة المرأة الداعية في الحج تعزز مكانتها التي حفظها لها الإسلام وقدرها، «لذا وجب أن تبرز محاسن هذا الدين و تجلي صورته الحقيقية وأن تُعرف المرأة المسلمة بمكانتها التي شرفها بها الإسلام». واعتبرت أن عدد من يضطلعن من الداعيات بدور الدعوة في أوساط النساء قليل ولا يتناسب مع حجم مجتمعهن مع هذه الأفواج الهائلة من الحجيج، وهذا يستدعي رفع الهمة وبذل أقصى الجهد احتساباً في الأجر والتغلب على المعوقات وتحمل شيء من الجهد والتعب. وتابعت: «إن موسم الحج ما هو إلا أيام معدودات من الجهاد يجب فيها تضافر الجهود وقيام كل مسلم ومسلمة بدوره في الدعوة إلى الله والتبليغ عن رسوله الكريم»، مؤكدة أن مجال الدعوة واسع وخصب وأنها واجبة على الجميع.