بحضور ومشاركة نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، انطلقت صباح أمس (الثلثاء) في أبوظبي أعمال خلوة العزم المشتركة بين السعودية والإمارات، والمنبثقة من مجلس التنسيق السعودي - الاماراتي. وتأتي الخلوة انطلاقاً من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه رئيس الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان، وذلك لتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين ووضع خريطة طريق لها على المدى الطويل، واستكمالاً لجهودهما ضمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ تعكس خلوة العزم حرص البلدين على توطيد العلاقات الأخوية بينهما، والرغبة في تكثيف التعاون الثنائي عبر التشاور والتنسيق المستمر في مجالات عدة. كما تأتي خلوة العزم كخطوة ضمن سلسلة من اللقاءات المشتركة بين المملكة العربية السعودية والإمارات ضمن مجلس التنسيق السعودي - الاماراتي، والذي يترأسه من جانب السعودية ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ومن جانب الإمارات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وذلك لمناقشة المجالات ذات الاهتمام المشترك ووضع إطار عام وخطط لعمل مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي، إذ يعكس المجلس النموذج الأمثل للتعاون الثنائي بين الدول، ويمهد لمرحلة جديدة لتطوير منظومة التعاون بين البلدين. مرحلة جديدة لتطوير منظومة التعاون واستهلت أعمال الخلوة بكلمة مشتركة من وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي المهندس عادل فقيه، ووزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل محمد بن عبد الله القرقاوي أكدا فيها أهمية الخلوة ومخرجاتها في دعم التعاون بين البلدين وأهداف مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي، وتعزيز جهودهما ضمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبما يمهد لمرحلة جديدة من العمل المثمر والبناء بين الطرفين. محاور استراتيجية وتناقش خلوة العزم ضمن أجندتها ثلاثة محاور استراتيجية تختص بالجانب الاقتصادي، والجانب المعرفي والبشري، والجانب السياسي والأمني والعسكري، إذ شاركت في الخلوة فرق عمل ضمت أكثر من 150 مسؤولاً من الحكومتين الإماراتية والسعودية، وخبراء في القطاعات المختلفة، إضافة إلى ممثلي القطاع الخاص، وذلك ضمن 10 فرق عمل مختلفة كمرحلة أولى من أصل 20 فريق عمل، على أن تتم مناقشة المواضيع العشرة الأخرى في خلوة أخرى يتم عقدها في المملكة العربية السعودية قريباً. أجندة الخلوة وحُدد لكل محور من المحاور الثلاثة عدد من الجلسات النقاشية التخصصية التي ترأسها بصورة مشتركة عدد من الأمراء والوزراء في كلا البلدين، وبحضور مسؤولين حكوميين وخبراء في القطاعات المختلفة، وذلك لمناقشة الوضع الراهن والتحديات المحتملة، والخروج بأفكار ومبادرات نوعية، فيما ستستمر اللقاءات والمناقشات خلال الأشهر المقبلة بين فرق العمل لاستكمال وضع المبادرات وتنفيذها. ففي الجانب الاقتصادي، تم التركيز على آليات تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين وإيجاد حلول مبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية، وذلك من خلال عدد من المواضيع والجلسات الرئيسة مثل: جلسة السياحة والتراث الوطني التي ترأسها رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني في السعودية الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري. وجلسة الشباب التي ترأسها رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز، ووزيرة الدولة لشؤون الشباب في الإمارات شما بنت سهيل المزروعي. أما جلسة التطوير الحكومي والخدمات الحكومية فترأسها من السعودية نائب وزير الاقتصاد والتخطيط محمد بن مزيد التويجري، ومن الجانب الاماراتي وزيرة الدولة للسعادة في الإمارات المدير العام لمكتب رئاسة مجلس الوزراء عهود بنت خلفان الرومي. وجلسة ريادة الأعمال التي ترأسها محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة الدكتور غسان السليمان ومن الجانب الإماراتي وزير الاقتصاد سلطان بن سعيد المنصوري. وجلسة الطاقة المتجددة التي ترأسها من الجانب السعودي رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم يماني، ومن الجانب الإماراتي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة. أما بخصوص جلسة الاتحاد الجمركي والسوق المشتركة فترأسها وزير المالية محمد الجدعان، ووزير الدولة للشؤون المالية في الإمارات عبيد بن حميد الطاير. وفي المحور المعرفي والبشري، تمت مناقشة آلية بناء منظومة تعليمية فعّالة ومتكاملة تنجح في إعداد أجيال مواطنة كفؤة، وذلك من خلال: جلسة التعاون البحثي (الأبحاث المشتركة)، والتي ترأسها من الجانب السعودي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، ومن الجانب الإماراتي وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي. في حين تمت في المحور السياسي والعسكري والأمني مناقشة التنسيق والتعاون والتكامل الأمني من خلال: جلسة ترأسها نائب رئيس الاستخبارات العامة يوسف بن علي الإدريسي، ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني في الإمارات علي محمد الشامسي. فرق عمل ولقاءات مستقبلية وكان للمهندس عادل فقيه ومحمد القرقاوي كلمة في نهاية أعمال الخلوة، أكدا فيها أهمية النقاشات والحوارات التي جرت ضمن مختلف فرق العمل والمجموعات في الخلوة، مثمنين فيها جهود المشاركين من كلا الطرفين، ودورهم في رسم صورة مستقبلية للمبادرات والمشاريع المشتركة بين الطرفين، والتي سيتم رفعها لمجلس التنسيق السعودي - الإماراتي خلال الفترة المقبلة ووضع التوصيات بخصوصها. كما أكدا أن العمل لن يتوقف بانتهاء الخلوة وأعمالها، إذ سيتم تشكيل فرق عمل ومجموعات لتنسيق العمل بين مختلف القطاعات لتنفيذ مختلف المبادرات، وبما يتوافق مع أهداف المجلس ورؤية القيادة ورسم مستقبل أفضل لأبنائنا وأوطاننا والمنطقة.