في حضور ومشاركة نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، انطلقت صباح أمس في أبوظبي أعمال «خلوة العزم» المشتركة بين السعودية والإمارات، والمنبثقة من مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي. وتأتي الخلوة انطلاقاً من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ورئيس الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان، لتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين ووضع خريطة طريق لها على المدى الطويل، واستكمالاً لجهودهما ضمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ تعكس الخلوة حرص البلدين على توطيد العلاقات بينهما، والرغبة في تكثيف التعاون عبر التشاور والتنسيق المستمر في مجالات عدة. واستهلت أعمال الخلوة بكلمة مشتركة من وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي المهندس عادل فقيه، ووزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل محمد بن عبد الله القرقاوي أكدا فيها أهميتها في دعم التعاون بين البلدين وأهداف مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي، وتعزيز جهودهما ضمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبما يمهد لمرحلة جديدة من العمل المثمر والبناء بين الطرفين. وتناقش الخلوة ثلاثة محاور استراتيجية تتعلق بالجوانب الاقتصادية والمعرفية والبشرية، والسياسية والأمنية والعسكرية، إذ تشارك فيها فرق عمل تضم أكثر من 150 مسؤولاً من الحكومتين الإماراتية والسعودية، وخبراء في القطاعات المختلفة، إضافة إلى ممثلي القطاع الخاص، وذلك ضمن 10 فرق عمل مختلفة كمرحلة أولى من أصل 20 فريق عمل، على أن تتم مناقشة المواضيع العشرة الأخرى في خلوة ثانية يتم عقدها في المملكة العربية السعودية قريباً. وحُدد لكل محور من المحاور الثلاثة عدد من الجلسات. في الجانب الاقتصادي، تم التركيز على آليات تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين وإيجاد حلول مبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد، من خلال عدد من المواضيع والجلسات الرئيسة مثل: جلسة السياحة والتراث الوطني التي ترأسها رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني في السعودية الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري. وجلسة الشباب التي ترأسها رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز، ووزيرة الدولة لشؤون الشباب في الإمارات شما بنت سهيل المزروعي. أما جلسة التطوير الحكومي والخدمات الحكومية فترأسها من السعودية نائب وزير الاقتصاد والتخطيط محمد بن مزيد التويجري، ومن الجانب الإماراتي وزيرة الدولة للسعادة في الإمارات المدير العام لمكتب رئاسة مجلس الوزراء عهود بنت خلفان الرومي. وجلسة ريادة الأعمال التي ترأسها محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة الدكتور غسان السليمان ومن الجانب الإماراتي وزير الاقتصاد سلطان بن سعيد المنصوري. وجلسة الطاقة المتجددة التي ترأسها من الجانب السعودي رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم يماني، ومن الجانب الإماراتي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة. أما عن جلسة الاتحاد الجمركي والسوق المشتركة فترأسها وزير المالية محمد الجدعان، ووزير الدولة للشؤون المالية في الإمارات عبيد بن حميد الطاير. وفي المحور المعرفي والبشري، تمت مناقشة آلية بناء منظومة تعليمية فعّالة ومتكاملة تنجح في إعداد أجيال مواطنة كفوءة، وذلك من خلال: جلسة التعاون البحثي (الأبحاث المشتركة)، والتي ترأسها من الجانب السعودي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، ومن الجانب الإماراتي وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي. في حين تمت في المحور السياسي والعسكري والأمني مناقشة التنسيق والتعاون والتكامل الأمني من خلال جلسة رأسها نائب رئيس الاستخبارات العامة يوسف بن علي الإدريسي، ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني في الإمارات علي محمد الشامسي.