أكد أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف أن المياه الجوفية انخفض مستواها إلى درجات كبيرة، إذ كان هناك إسراف في الاستعمال، مع إهمال استخدام أدوات الترشيد، منوهاً بأن هناك سنوات مضت لم تعط البيئة الأهمية التي تستحقها، وأن الأوان آن ولن نتأخر، حتى لو كنا نتمنى أن المعالجة كانت من قبل، ولكن أن تعالج، حتى لو أتى ذلك متأخراً، أفضل من ألّا تعالج البتة، مبيناً أن البر والبحر والهواء ثلاثة أمور طبيعية لا تستطيع الكائنات أن تعيش من دونها، ومن ثم يجب أن نحرص على أقل درجات التلوث في الهواء، ولا سيما في منطقة كالمنطقة الشرقية، إذ تكثر المصانع والنشاط في مختلف مجالاته، وبالتالي هي عرضة لمثل هذه الأمور. وأضح في مستهل حديثه في لقاء الإثنينية الأسبوعي في ديوان الإمارة، الذي استقبل فيه أعضاء الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن «الهيئة» جهاز وطني يعنى بأنشطة التقييس المختلفة، وهي مظلة للجودة في المملكة، التي ترتكز على عدد من المحاور، أهمها: إعداد المواصفات القياسية السعودية، واعتماد المختبرات، وإجراء القياسات والمعايرات من خلال المركز الوطني للقياس والمعايرة بالهيئة، إضافة إلى دورها الرقابي على السلع المختلفة، والحد من المقلد والمغشوش منها، لفحص كل ما يدخل هذه البلاد من أدوية وأغذية، وأن تكون متوافقة مع أعلى المواصفات والمقاييس. وقال: «إن بلادنا، على رغم العدد الهائل من المصانع الموجودة في جميع أنحاء المملكة، وخصوصاً في المنطقة الشرقية، فإن نسبة التلوث في الهواء تكاد تكون من النسب المتدنية، وهذا لم يأت من فراغ، ولكن لهيئة المقاييس دور في الحرص على أن تكون المصانع، التي يسمح لها في المملكة، بدرجات معينة، أن تكون صديقة للبيئة، والعمل على إخراج بعض المصانع القديمة التي أدت دورها وأصبحت غير صديقة للبيئة، لأن ضررها أكثر من نفعها». وبين أمير المنطقة الشرقية أن مصادر المياه حصل لها بعض الضرر، ونتمنى أن يعالج، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، هناك نشاط مهم جداً في الغابات التي تكون على شاطئ الخليج، وقامت شركة «أرامكو» مشكورة باستزراع كثير من النباتات التي كادت أن تفقد، ولكن ولله الحمد الغطاء النباتي، وهو المكان الذي تعيش فيه بعض الكائنات البحرية، أصبح إلى حد كبير مقبولاً، ولكن لا نزال نطمح إلى إسهام المواطن في العمل على عدم الإخلال بهذا التوازن، مشيداً بجهود مجموعة من المتطوعين الذاتية، خلال السنوات الماضية، في تنظيف الشواطئ، مبيناً أن هذا عمل مستمر، وفي هذا المكان نقدر لهم عالياً ما يقومون به من عمل لجعل شواطئنا نظيفة. واستطرد بالقول: «المياه الجوفية التي كانت موجودة انخفض مستواها إلى درجات كبيرة، إذ كان هناك استعمال أكثر مما يجب، إضافة إلى إهمال استخدام بعض أدوات الترشيد، التي من الممكن أن تحقق الغاية». ونبه أمير الشرقية إلى أهمية النظافة في الأماكن العامة والمتنزهات البرية، داعياً المتنزهين إلى أن يتركوا المكان كما أتوا إليه، وأن يحاولوا أن يجمعوا قدر المستطاع ما استخدموه، وبالإمكان أن يضعوه بطريقة لا تؤذي البيئة ولا تؤذي النظر، وفي نهاية المطاف هم الأشخاص أنفسهم الذين سيعودون إلى المكان ذاته في السنوات المقبلة، مبيناً أن الهيئة تنظر إلى كل هذه الأمور بجدية. وأكد أن هيئة الأرصاد لديها برامج طموحة في تحقيق بيئة نظيفة في البر والبحر والجو، داعياً إلى تثقيف الأجيال القادمة كيف تتعامل مع ما من به الله علينا من نعم كثيرة، فهذه ثروة للأجيال القادمة، إذا لم نحافظ عليها الآن وعلمنا أبناءنا وأحفادنا كيف يتعاملون معها فستكون خسارة، وخسارة من الصعب أن يتم تعويضها. بدوره، أجاب مدير فرع هيئة الأرصاد وحماية البيئة في فرع المنطقة الشرقية محمد الشهري عن سؤال أمير الشرقية خلال اللقاء عن حالات الطقس، وكيف يمكن أن تكون «هيئة الأرصاد» مساعدة مع الجهات المعنية لتلافي ما يمكن تلافيه مع الأحداث الجوية، إذ قال: «إن الهيئة في ما يخص مجال الأرصاد لديها منظومة متكاملة على مستوى العالم من التجهيزات التقنية التي تعينها في أداء عملها، ولديها منظومة من الأقمار الاصطناعية والرادارات التي تعنى برصد الظواهر الجوية، وتعمل على مدى 24 ساعة، إضافة إلى محطات رصد تعمل بكوادر بشرية مؤهلة ومحطات إلكترونية، وهذه المنظومة تدار من مركز العمليات في المقر الرئيس للهيئة، وترصد الهيئة وتحلل كل ما يرد إليها منطقياً وعملياً، وعلى ضوء ذلك تعطى مؤشرات لبعض الظواهر الجوية، سواء أكانت سحباً رعدية ممطرة أم ضباباً، أم حتى الغبار المنتقل من قارة إلى قارة. وأضاف، ترسل «الهيئة»، وبحسب التنظيم المتفق عليه مع وزارة الداخلية التحذير إلى جميع الجهات ذات العلاقة، والتي تقوم بدورها بتمرير المعلومة إلى الجهات التابعة لهم، مبيناً أنه في المنطقة الشرقية قام الفرع بدور جيد، وكان التواصل مع الجهات ذات العلاقة قبل الظواهر الجوية التي حدثت أخيراً. وبيّن الشهري أن لدى «الهيئة» نظاماً آلياً على البوابة الإلكترونية لإيصال البلاغات المبكرة، ويمكن للجميع استقراء التحذيرات التي تكون دقتها جيدة وتحقق نتائج جيدة، قبل حدوثها، بست إلى 12ساعة.