تباينت الآراء بين اعتراض وتأييد في محاولة فنان تشكيلي سوداني حرق اعماله «احتجاجاً على حال البلاد»، فثمة من رأى في الخطوة تطرفاً وطيشاً واستخداماً لادوات لا تليق بالمبدعين، وثمة من تضامن مع الفنان ورأى في مسلكه «حرية شخصيّة» و «طريقة مختلفة في التعبير» و «نوعاً من العروض الفنية». وكان سليمان أبشر دعا التشكيليين والاعلاميين إلى معرض «احتراق اللوحات» في صالة «بيت الفنون»، وبعد نحو ساعتين من مشاهدتهم لوحاته الاثنتي عشرة معروضة في الصالة، دعاهم إلى فقرة «حرق اللوحات»، إلا ان مدير»بيت الفنون» طارق الامين تدخل في الأمر، وهو كان استبق العرض بكتابة كلمة «إحباط» على قماشة واسعة وعلقها على حائط البيت، في إشارة إلى ان ما يقوم به ابشر هو نوع من «الاحباط» الذي يمكن تداركه. ودعا الجميع إلى النقاش في الأمر. وبدا أن الفنان ضاق من خطوة مدير المركز، ورأى فيها «احتواء لعرضه» وانقلاباً على تعاقدهما، اذ عبّر عن ضيقه في كلمة قصيرة القاها على الحضور. ونفى ان يكون محبطاً، وقال: «اؤمن بأن الغد أفضل لكنني أملك حق التعبير بالطريقة التي أراها مناسبة. هدفي ان ابعث برسالة معينة»، وأضاف: «لن أبرر ما أقوم به ولست مطالباً بذلك، فمن يبرر هو المخطئ». لكنه عاد وقال: «بهذا العمل اعبر عن احتجاجي واعتراضي على حال المواطن السوداني التي صارت مزرية جداً». لكن الامسية انتهت من دون ان يتمكن الفنان من انجاز عرضه، اذ طوّقته مجموعة من الحاضرين يبدو انها كانت معدة مسبقاً، وسدت طريقه إلى اللوحات. وعلى رغم اصراره، إلا ان أبشر عجز عن مقاومتهم، ما اضطره إلى الصعود إلى المنصة والاحتجاج على عدم السماح له بالتعبير عن رأيه، مشدداً على انه سيقوم بعمله في اي مكان آخر.