دعا الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء السعودية الشيخ الدكتور محمد العيسى الجاليات الإسلامية في البلدان، التي تتحفظ على موضوع الحجاب والنقاب، إلى استخدام الأدوات الدستورية والقانونية المتاحة للمطالبة بالسماح بهذه الخصوصية الإسلامية، ومن ذلك اللجوء إلى القضاء للطعن على قرار المنع، وحشد الجهود السلمية لإيصال الصوت المطالب باحترامها. وأوضح، خلال لقاء في العاصمة النمسوية فيينا مع قيادات المراكز والمكاتب الإسلامية متعددة المظلات والمرجعيات، بحضور جمع من الشخصيات الإسلامية، الحديث عن الخصائص الدينية، التي تسعى بعض الحكومات الغربية من طريق جهاتها التنفيذية المسؤولة عن ملف الاندماج، منع بعض مظاهرها، وما صاحب ذلك من جدل كبير ومواقف متصلبة ومواجهات حادة، وتمثل قضية الحجاب مثالها الجدلي الأبرز، وربما حالياً الأوحد. وبين العيسى أن قواعد الشريعة المَبنية على الحِكَم وتحقيق المصالح ودرء المفاسد تأخذ بالمسلم نحو الحكمة والتصرف الرشيد، بعيداً عن العاطفة الدينية المجردة التي ضل بسببها كثير من الناس، بل قادت بعض الشباب إلى تطرف تحول إلى مناجزات تُصنف ضمن الأفعال الضارة، وأحياناً الإجرامية والإرهابية. وأكد أننا لا نخشى الاستشراق ولا نعاديه لذاته، إذ نثق بإرثنا وهيمنة حقيقته وندرك إنصاف بعض المستشرقين، إذ قادهم لتسجيل الحقيقة. وقال خلال لقائه المستشرقين والمفكرين بعد زيارته للمكتبة الوطنية في فيينا: «إن بعض المستشرقين أسهم في نشر الإرث الإسلامي وأنصف مضامينه، كما نوه أيضاً بحضارته في عدد من الكتب والمقالات والمداخلات والمحاضرات، وأن جميع الأطروحات الاستشراقية غير المنصفة تلاشت في أرشيف النسيان، وبقي الإنصاف ماثلاً للجميع يحكي سنة الخالق في هيمنة حقيقته».