أكد المدير التنفيذي للمؤتمر العلمي الخامس لطلاب وطالبات التعليم العالي الدكتور أحمد مبارك القحطاني سعي وزارة التعليم العالي من خلال تنظيم المؤتمرات العلمية إلى إثراء الساحة الأكاديمية، ونشر ثقافة البحث العلمي والابتكار ورفع المستوى العلمي والمهاري لدى الطلاب والطالبات. وأوضح القحطاني في حديث مع «الحياة»، أن المشاركات الطلابية زادت على المستوى الكمي وتحسنت جودتها النوعية مقارنة بالأعوام الماضية، وذلك انطلاقاً من زيادة التنافسية بين الطلاب والطالبات في هذا المجال. وقال إن وزارة التعليم العالي تجهز عشرات المبتكرين والمبتكرات من طلاب وطالبات الجامعات السعودية للمنافسة في المحافل العلمية عالمياً، واعداً بمفاجآت سارة للطلاب المميزين الذين يحصدون المراكز الأولى في أفرع المؤتمر الرئيسة.. وفي ما يأتي نص الحوار معه: بعد أربع دورات لانعقاد المؤتمر العلمي لطلاب وطالبات التعليم العالي، كيف تجدون النتائج؟ - إن عدد المشاركات الذي يتزايد عاماً بعد عام، وارتفاع مستوى جودتها النوعية ومستوى التنافسية العالي، يعدان مؤشرين أوليين على أن المؤتمر يسير وفق الأهداف المخططة التي رسمتها وزارة التعليم العالي، فمثل هذه المؤتمرات تؤتي أكلها سريعاً ونشاهد نتائجها بشكل واضح، فنلحظ الحراك السنوي على مستوى الجامعات من خلال الملتقيات التحضيرية للمؤتمر التي تقيمها كل جامعة، بحيث أصبح هذا المؤتمر الشغل الشاغل لكثير من طلابنا وطالباتنا، وهو تغيير حميد وفيه خروج عن البيئة التعليمية الأكاديمية التقليدية نحو البحث والإبداع والتفكير خارج إطار المعتاد، وهو السمة التي نبحث عن خلقها لدى طلابنا وطالباتنا. ما الإضافات التي يتميّز بها المؤتمر في نسخته الخامسة الحالية؟ - إدارة المعرفة في مثل هذه المناشط مهم جداً، وعلى ضوء الأهداف الاستراتيجية يتم رسم خطط تفصيلية لكل مؤتمر، وفي هذا العام وضعنا هدفاً بجعل الابتكار وريادة الأعمال محوراً مستقلاً، وأعطي حيزاً كبيراً من الاهتمام جعله من أهم محاور هذا العام ومن أكثرها إقبالاً، ورافقت ذلك حملة إعلانية مكثفة للتعريف بالمؤتمر وبمحور الابتكار وريادة الأعمال باسم «أفكار ريادة وابتكار»، استهدفت الجامعات السعودية، وكذلك الجهات الداعمة وجهات الدعم الخاصة والشركات، ولمن أراد الاطلاع على المزيد بإمكانه زيارة موقع المؤتمر. كيف تجدون أثر وجود المؤتمرات العلمية الطلابية على البيئة الأكاديمية والبحثية؟ - مما لا شك فيه أن هذه المؤتمرات تعمل كعوامل مساعدة في تهيئة البيئة الجامعية للبحث والابتكار وتحفيز الطلاب على الإبداع، فالتنافس في حد ذاته عامل مهم لخلق روح التحدي وتطوير الأداء، بل إننا نلحظ بصفتنا مسؤولين عن المؤتمر التطور الملاحظ في جودة المشاركات عاماً بعد عام كماً ونوعاً، كما أن هذه المؤتمرات تغرس مبادئ وقيم البحث العلمي وتشعر المشارك بالمسؤولية، والالتزام عن تطبيق هذه المبادئ والقيم من دون رقيب، وإنما رقيب داخلي واع. ما الدعم الذي يلقاه الطلاب والطالبات المميزون في مشاركاتهم العلمية والفنية؟ - في الحفلة الختامية للمؤتمر العلمي الرابع وجه وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري بمنح الطلاب والطالبات الفائزين في المؤتمر العلمي الرابع بعثات خارجية وحضورهم مؤتمرات دولية وبرامج تدريبية وتحفيزية، إذ ستمنح الباحثين والمبدعين من ينالون المركز الأول بعثة خارجية لدراسة الماجستير أو الدكتوراه، كما ستمنح الباحثين والمبدعين أصحاب المركز الثاني الفرصة لدراسة اللغة الإنكليزية في الخارج مدة عام كامل، وتقدم الدعم والمساعدة للباحثين والمبتكرين، لنشر أبحاثهم في المجلات العلمية العالمية. كما أن الوزارة ستتكفل بتكاليف حضور الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى لمؤتمرين علميين عالميين، أحدهما ببحث والآخر من دون بحث، كما ستقدم الدعم الاستشاري والمادي والقانوني لهم، لتسجيل براءات الاختراعات، ومنح الفائزين في المراكز الثلاثة الأولى فرصة لزيارة بعض مراكز التقنية العالية حول العالم، مثل وادي السيليكون، وكبار الشركات والمصانع، إضافة إلى منحهم فرصة للذهاب في رحلة تطويرية، تشمل حضور دورات تدريبية، وزيارة جامعات عريقة، ومراكز أبحاث متقدمة، في المجالات ذات العلاقة، وكذلك تنظيم ملتقى للفائزين في ريادة الأعمال والخدمات المجتمعية، يجمعهم مع كبار المستثمرين لعرض أفكارهم ومقترحاتهم. كما اعتمد منح الفائزين في الأفلام الوثائقية والفنون التشكيلية الفرصة والدعم الكامل، للمشاركة في مهرجانات الأفلام الوثائقية والفنون التشكيلية حول العالم، وكذلك تقديم دورة متخصصة ومتقدمة في هذا المجال، وستتبنى الوزارة عرض المنتجات للفائزين بالمراكز الأولى في صالة مخصصة لذلك في أحد مباني الوزارة. ما مدى إسهام التنافس بين الجامعات السعودية في تحفيز الإنتاج المعرفي؟ - مثل هذه المؤتمرات تحفز البيئة الجامعية للتنافس في ما بين الطلاب، وكذلك بين الجامعات، ما يعود بالنفع في المحصلة النهائية على المجتمع الأكاديمي، ويرفع حصيلة البحث العلمي وتتفاوت الجامعات في ما بينها في هذا الخصوص، فبعض الجامعات الناشئة ليس لديها برامج دراسات عليا، التي هي العمود الفقري للبحث العلمي، كما أن بعض الجامعات التخصصية لديها محصلة في مجال معين بعكس الجامعات الشاملة التي لديها معظم التخصصات. كم بلغ إجمالي عدد الطلاب والطالبات الذين شاركوا في المؤتمر العلمي منذ دورته الأولى؟ - وفقاً للإحصاءات بلغ عدد الطلاب والطالبات المشاركين في فعاليات المؤتمر العلمي الطلابي السنوي بمراحله المختلفة منذ انطلاقته حتى الآن ما يزيد على 50 ألف طالب وطالبة، كما بلغ عدد الأبحاث المرشحة بعد التحكيم الأولي في المؤتمرات السابقة ما يزيد على 6 آلاف بحث، كما بلغ عدد الابتكارات المرشحة بعد التحكيم الأولي في المؤتمرات السابقة ما يزيد على 500 ابتكار، ووصل عدد الأعمال الفنية المشاركة في المؤتمرات السابقة نحو 3 آلاف لوحة فنية، كما كان عدد المشاركات المرشحة في مجال الخدمة المجتمعية يزيد على 100 مشروع.