عاد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الى تل ابيب حاملا معه التزاماً اميركياً بضمان أمن اسرائيل في اي اتفاق سلام مقبل. ومن المقرر ان يعرض ما دار بينه وبين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال محادثاتهما الماراثونية التي استمرت 7 ساعات في نيويورك اول من امس، على «المنتدى السباعي» في حكومته في اجتماع يعقد مساء اليوم ، قبل ان يعرضه على حكومته الموسعة خلال جلستها الاسبوعية غدا. واعرب رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض عن قلقه من التعهدات الاميركية لاسرائيل في مقابل تجميد موقت ومحدود للاستيطان، وقال في لقاء مع صحافيين في لندن حضرته «الحياة» امس، ان «الاستيطان غير مقبول برمته، وحتى تجميده غير مقبول لدينا»، لكن التعهدات الاميركية المعروضة على اسرائيل مقابل تجميده «هي الأخطر والاسوأ»، مشيراً تحديداً الى «الابقاء على وجود اسرائيلي في منطقة الاغوار لعشرات السنين... والاكثر خطورة هو الضمانات (الاميركية) بتعطيل القدرة (الفلسطينية والعربية) على تدويل الموضوع» ونقله الى الاممالمتحدة او مجلس الامن. وقال ان المطلوب هو تسليط الضوء على الخلل البنيوي في العملية السياسية القائم على افتراض ان اسرائيل ستنهي الاحتلال، وجعل انسداد المفاوضات جزءا من الوعي الدولي. كما دعا الى صوغ سياسة للتحرك العربي تحدد ما هو مطلوب في العملية السلمية وما يمكن القبول به. وكانت محادثات نتانياهو وكلينتون انتهت الى بيان «ودي» لكن غامض لم يتطرق الى القضية الاساسية وهي الاستيطان. رغم ذلك، جاء في بيان مشترك صدر في ختام اللقاء ان الحاجات الامنية لدولة اسرائيل «ستؤخذ في الحسبان بالكامل في اي اتفاق سلام مستقبلي». كما اعرب البيان عن «التزام واشنطن الراسخ بأمن اسرائيل والسلام في المنطقة»، مضيفا ان المعاونين لكلينتون ونتانياهو «سيتعاونون بشكل وثيق في الايام المقبلة» للمساعدة على استئناف المفاوضات. وغداة لقاء نيويورك، افادت الاذاعة الاسرائيلية ان الخلافات الاميركية - الاسرائيلية في شأن الاستيطان مستمرة ولم تجد حلا. واعتبر مراسل الاذاعة في واشنطن ان ما يعني اسرائيل الان هو التوصل مع واشنطن الى تفاهمات بعيدة المدى تتعدى مسألة الاستيطان والمفاوضات، موضحا ان «الحديث هو عن صفقة امنية ترافق عملية المفاوضات لسنوات طويلة، وعن تفاصيل اوسع بكثير من التفاصيل المباشرة المتعلقة بالمفاوضات».