وقف الإيطالي روبرتو مانشيني على خط ملعب «سيتي اوف مانشستر» عاجزاً عن أي فكرة خلال لقاء فريقه مع مانشستر يونايتد حتى صرخ أحد جماهير الفريق الأزرق «اجري أي تغيير أي أحد». وطلب ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو لكن لا أعتقد أن أي منهما قادر على إحداث الفرق لمانشستر سيتي. جماهير الفريق أعتقدت أن بعض الضربات الركنية في لقاء وست بروميتش البيون كافية ليظهر لاعبو مانشيني مجدداً كفريق. لكن خلال لقائهم أمام الغريم التقليدي عادوا إلى المنوال نفسه، لماذا لم يسجلوا إلا 15 هدفاً في 12 مباراة ؟ ولماذا فارق الأهداف الذي يملكونه ليس سوى 5 في مقابل 23 لتشلسي المتصدر ؟. على الرغم من صرف النادي 120 مليون جنيه استرليني لضم كارلوس تيفيز ودايفيد سيلفا وايمانيول اديبايور وروكي سانتا كروز وجو لكي يتحول إلى ما يصبوا إليه الملاك ولم يرتقوا إلى مستوى الفرق الكبيرة التي تلعب تحت الضغط. مدرب الفريق يواصل حيله الغريبة في التشكيلة حيث أشرك العاجي يايا توريه خلف المهاجمين تماماً والأخير لم يلعب إلا متقدماً عن المدافعين بأمتار قليلة خلال تواجده مع برشلونة في إسبانيا. لكن ماذا عن لاعب الوسط الإنكليزي جيمس ميلنر هل تعتقدون أنه يجب أن يكون أفضل؟ كان من المفترض أن يكون أفضل «دربي» تشهده مدينة مانشستر في تاريخ الناديين ولعبت الصحف المحلية في رفع حدته حتى صار أهم من كلاسيكو ريال مدريد وبرشلونة نفسه. المباراة كانت لمصلحة مانشستر يونايتد بفضل المخضرم بول سكولز ابن (35 عاماً) الذي كان سيد العرائس. كان واضحاً أن نجوم مانشستر سيتي الذين كلف بعضهم 24 مليون جنيه ومنهم من يقبض 220 الف جنيه في الأسبوع مصابون بالهلع والخوف من ارتكاب حتى خطأ واحد بمن فيهم الهداف وقلب الأسد كارلوس تيفيز. مانشستر سيتي سدد مرة واحدة بين خشبات مرمى خصمه وبدا أن «يونايتد» هو الأفضل في هذه الامسية المملة ومع ذلك خرج فيرغسون سعيداً بالنقطة التي كسبها. لكن ماذا عن البلغاري ديميتار برباتوف الذي سجل 7 أهداف في أول 6 مباريات في الموسم وها هو يغيب عن التهديف في آخر 8 مباريات لفريقه في مختلف المسابقات. في النهاية جاء التعادل السلبي وخرج الفرنسي باتريس ايفرا ليقول « دائماً يقولون إنهم سيصبحون الفريق الأفضل في مانشستر لكنهم لغاية الآن لا يستطيعون هزيمتنا». إنها المباراة السابعة التي يتواجه فيها الفريقان منذ أن صارت ملكية مانشستر سيتي للشيخ منصور بن زايد ال نهيان لكن في 6 مواجهات فشل «السيتيزنز» بتحقيق الفوز ذهب خلالها الانتصار 5 مرات لليونايتد وتعادل واحد في حين الفوز الوحيد للفريق الأزرق كان (2-1) في كأس الرابطة الإنكليزية. فوز مانشستر سيتي (2-0) على وست بروميتش البيون جعلهم يوقفون مسلسل الهزائم الثلاث المتتالية التي تلقوها أمام أرسنال وولفرهامبتون وليش بوزنان البولندي في كأس الاتحاد الأوروبي. وفي غياب أي شيء مؤثر للفريق خلال المواجهة أمام مانشستر يونايتد بقي على جماهيره أن تواجه الأزمات القلبية كلما أقترب لاعب من أصحاب القمصان الحمراء قريباً من مرماهم. انتظر الجميع 20 دقيقة حتى يسدد باتريس ايفرا بين يدي جوي هارت لكن أول كورنر لأصحاب الأرض جاءت بعد 24 دقيقة واحتاجوا إلى معجزة ليسددوا بين الخشبات لكن ادوين فان درسار كان على الموعد ليصد الركلة الحرة التي أطلقها تيفيز. لم يجد أي أحد فرصة للفرح في المباراة لأن كل ما شاهده الجمهور مباراة من المدرسة الإيطالية تذكرك بدربيات روما ولاتسيو في خمسينات القرن الماضي.