لم يتوقع أحد حجم أضرار المنخفض الجوي الذي تشهده المملكة حالياً، بعدما تسبب في حوادث وفاة وفقدان أشخاص، إضافة إلى احتجاز عشرات الأشخاص ومئات المركبات، غالبيتها في مدينة أبها عاصمة منطقة عسير التي غرقت على رغم ارتفاعها عن سطح البحر بأكثر من 2000 متر. وشيعت أمس (الأربعاء) جنازة الطفل نواف الأحمري (14 عاماً)، والذي توفي بعدما جرفته السيول في حي المنسك برفقة سائقه الخاص، وعثر على جثة نواف في عبارة مياه، فيما لا يزال البحث جار عن السائق المفقود منذ يومين. وفي مدينة المجمعة شمال منطقة الرياض، غرق طفل (13 عاماً)، إثر سقوطه في سد المجمعة، وانتشلت فرق الدفاع المدني جثته. ونشب حريق في خزان للوقود في محطة وقود على طريق السودة في أبها أمس (الأربعاء)، بعدما ضربتها عاصفة رعدية تسببت في أضرار مادية، وأخمدت «الدفاع المدني» النيران، ونُقل المصابين من المكان. وتناقل الأهالي تعرض إحدى مدارس البنات في بلدة الجش في محافظة القطيف إلى التماس كهربائي، إثر نزول الأمطار من قوابس الكهرباء. إلى ذلك، أسعفت فرق هيئة الهلال الأحمر في منطقة عسير، 104 حالات تنوعت بين حوادث تصادم واحتجاز داخل مركبات، إضافة إلى حالات أخرى متأثرة في التقلبات الجوية. وتسبب الأمطار في احتجاز عائلتين وثلاثة أشخاص علقت مركباتهم وسط الأمطار في حي النميص، وتمكنت «مدني أبها» من انقاذهم، مؤكدة عدم وجود إصابات، إضافة إلى إحتجاز حافلتين لطلبة بمحافظة أحد رفيدة في مجرى تصريف السيول، وتمكنت فرق الدفاع المدني من إخراج الطلبة. ونصحت «الدفاع المدني» عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، المقيمين والمواطنين بالابتعاد عن مناطق جريان السيول. وغردت «عزيزي المواطن والمقيم في حال تعطل سيارتك وخشيت من الاحتجاز وسط السيول أتركها وألجأ إلى أقرب مكان آمن». وتداول مغردون على مدار الايام الماضية، مقاطع فيديو لمركبات تجرفها السيول، بينها مركبة قيل إنها معلمات من محافظة رجال ألمع على متنها، ولكن لم يعرف عدد من كان داخلها، وتظهر سيدة تصارع السيول التي تجرفها بعيداً، إلا أن «تعليم رجال ألمع» نفت رسمياً أن يكون المقطع يخص معلمات. ووثق مواطن آخر جرف السيول مركبة قيل إنها تعود إلى طالب من جامعة الملك خالد غمرتها السيول تماماً، ولم يصب الطالب، وانتقد الموطن عدم تعليق الدراسة بعد هذه الأمطار الغزيرة. ونشر حساب «الدفاع المدني» مقطع فيديو لأحد «المتهورين» يتحدى جريان السيول، ما أدى إلى تعرض مركبته إلى الإنقلاب، والتي يظهر فيها خمسة أشخاص متعلقين، كاد أحدهم أن يغرق بعدما حاول العبور إلى الشاطئ سباحة. وغردت «الدفاع المدني»: «ثمّة تهور عابر قد يفقدكم أرواحكم». وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً «تويتر»، انتقادات شديدة موجهة إلى مسؤولين عن نظم تصريف مياه السيول، لما تسبت فيه من حوادث وفيات، وعبر أحد المغردين عن صدمته من الوضع بتدوينة: «هل أنتم متأكدون أننا في السعودية؟». وأشار مغردون إلى وجود «فساد» في تنفيذ المشاريع. فيما انتقد آخر عدم تعليق إدارات التعليم الدراسة، وطالب مديري التعليم في المناطق بالتعليق من دون الرجوع إلى الوزارة، وكتب: «أرواح الناس ليست لعبة»، وأرجع أحدهم غرق كثير من الأحياء إلى «الفساد وليس الأمطار». فيما سخر آخرون من غرق أحياء مثل حي الدوحة في الظهران، وهو من الأحياء الحديثة، وخططته شركة «أرامكو السعودية»، وشبه المغردون الوضع فيه بعد الأمطار بمدينة فينسيا الإيطالية التي تغمر المياه شوارعها. وطالب مغرد ب«تجريم اقتحام السيول لوضع حد لمغامرات من يقتلون أنفسهم ومرافقيهم، ويشغلونكم عن حالات أهم، تورطت في المغامرة رغماً عنها».