لم ينجح قادة مجموعة العشرين في اليوم الاول من قمة سيول، وحتى بعد تناول العشاء في متحف سيول الذي تضمن «مشتقات سمك مقوية»، في طمأنة اسواق المال والاسهم. وظهر ان التفاهم لا يزال صعباً، وبقي شبح الحرب التجارية مسيطراً على التداول في الاسواق الاوروبية والاميركية التي واصلت تراجعها لسببين الاول ازمة الديون السيادية في اقطار مجموعة اليورو، وضعف الدولار الذي يهدد برفع قيمة عملات الدول الناشئة. ولوحت الصين باتخاذ خطوات لمنع تاثر اسواقها بذيول قرار مجلس الاحتياط الفيديرالي الاميركي ب»التيسير الكمي» الذي قد يؤدي الى «تعويم» الدولار. وسيطر التشاؤم على المجتمعين بعدما فشل المفاوضون في القمة، وهي الاولى التي تُعقد في آسيا، في الوصول الى شبه اتفاق على اسس تنهي التباين في سياسات تقويم العملات والسياسة التجارية بين الكتل المختلفة ما يحد من فرص اي ازمة مالية مستقبلية. وكان لافتاً ما ابلغه الرئيس باراك اوباما للصحافة وللمشاركين في القمة، وبينهم وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي عرض معه العلاقات الثنائية، من ان «على العالم الا يتوقع ان تبقى الولاياتالمتحدة سوقاً استهلاكية فقط، وتكون محرك النمو للاقتصاد الدولي من دون ان تقدم الاقتصادات الاخرى اي مساعدة». لكن الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا رد بان محاولات الدول والاقتصادات الكبرى للنمو والتصدير قد تؤدي الى افلاس العالم لأن النتيجة ستكون حكما «ان احداً لن يشتري من احد». وبدا ان عمق الفوارق في الحرب التجارية والحمائية وحرب الصرف بدأت تشيع جواً تشاؤمياً بين المجتمعين وتمنع التوصل الى وفاق قد يُعرقل تطبيق ما توصلت اليه قمة المجموعة في لندن العام الماضي. وما زاد البلبلة في القمة عجز الرئيسين اوباما والكوري الجنوبي لي ميونغ باك عن التوصل الى اتفاق تجاري، رغم الحلف القوي بين بلديهما. وحتى ساعة متقدمة من ليل امس لم يكن المجتمعون توصلوا بعد الى صيغة اقتصادية عالمية، بديلة لما كان شائعاًً، لمساعدة الولاياتالمتحدة لخفض عجزها التجاري ووقف تراجع سعر صرف الدولار والحد من اعتماد الصين واليابان والمانيا لزيادة فوائضها التجارية. ولم تنجح حتى التطمينات التي قدمها الرئيس الصيني هو جيانتو للرئيس اوباما عن ان الصين «تحاول موازنة مصالحها القومية والاقتصاد العالمي ضمن سياسة طويلة الامد» في تقديم شيء ملموس يكون اساساً لاعادة تقويم اليوان وغيره من العملات الرئيسية مقابل الدولار. وفي العالم العربي (رويترز) هبطت مؤشرات معظم أسواق الاسهم في الشرق الاوسط امس متتبعة الاسواق الاوروبية مع جني المستثمرين للارباح قبل عطلة عيد الاضحى متأثرين بنتائج الشركات في المنطقة للربع الثالث من العام التي جاءت دون التوقعات. وأغلق مؤشر سوق دبي منخفضا عند أدنى مستوى في ستة أسابيع حيث ضغطت أسهم القطاع العقاري على سوقي الامارات ووسط انباء عن ان «دبي القابضة» تخلفت عن سداد الفائدة الشهر الماضي على قرض بقيمة 330 مليون دولار من «سيتي بنك». وقال مصدر مطلع «لم يتم سداد الفائدة على التسهيل الائتماني لسيتي بنك في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي. وأكد مصدر مطلع ثان عدم السداد. وهبط المؤشر العام لسوق أبوظبي أيضا تحت ضغط سهم «الدار العقارية» الذي تراجع 3.4 في المئة. وسجلت الشركة رابع خسارة فصلية على التوالي الثلثاء وقالت انها في المرحلة الاخيرة من محادثات مع الحكومة حول متطلباتها من السيولة النقدية. وفي مصر انخفض المؤشر الرئيسي للبورصة «اي.جي.اكس 30“ بنسبة 1.1 في المئة. كما أغلق مؤشر سوق الكويت منخفضا 0.7 في المئة. وخالف سوقا عمان وقطر الاتجاه النزولي في المنطقة لتغلقا على ارتفاع بنسبة 0.6 و04 في المئة.