يواجه مدرّب نادي برشلونة الإسباني لويس إنريكي انتقادات ومشاكل متفاقمة بعد الخسارة "الكارثية" صفر-4 أمام باريس سان جرمان أمس (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، والتي يرجّح أن تقصي النادي بشكل مبكر من المسابقة للمرة الأولى منذ زهاء عقد. وبعد تكبّد النادي الكاتالوني النتيجة القاسية على ملعب بارك دي برانس في باريس، بدا التوتر على إنريكي خلال مقابلة مع مذيع تلفزيوني، كما أنه تلقى انتقادات من لاعب خط وسطه سيرجيو بوسكيتس على خلفية خياراته في أرض الملعب. وعكست الصحف الإسبانية صدمة المشجعين بعد النتيجة، فعنونت "سبورت" الكاتالونية على صفحتها الأولى "هذا ليس برشلونة"، بينما وصفت "آس" المدريدية نتيجة مباراة الذهاب بأنّها "كارثة كاملة". وهيمن النادي الباريسي على مجريات المباراة وقسّم الأهداف الأربعة بين شوطيها. وسجل لاعب ريال مدريد السابق الأرجنتيني أنخل دي ماريا هدفين، بالإضافة إلى هدف لكلّ من الألماني يوليان دراكسلر والأوروغوياني إدينسون كافاني. وبات برشلونة بهذه النتيجة التي توازي أسوأ خسارة تلقاها في المواسم الثلاثة بقيادة إنريكي، على عتبة الإقصاء من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 2006-2007، بينما ضمن النادي الباريسي بشكل كبير تحقيق إنجاز يطمح إليه منذ انتقال ملكيته إلى هيئة قطر للاستثمارات الرياضية عام 2011. وقال إنريكي الذي سبق له الدفاع عن ألوان برشلونة كلاعب، "كانت ليلة كارثية، وكنا فيها بشكل واضح" دون مستوى النادي الفرنسي. وفي مقابلة متوترة مع قناة "تي في 3"، قال إنريكي للمذيع "أتحمّل المسؤولية، لكن أرغب أيضاً في أن أقابل بالاحترام والتعامل الشخصي ذاته في المقابلات (الصحافية) عندما نكون فائزين". وستزيد هذه الخسارة الشكوك التي كانت تحوم حول مستقبل إنريكي على رأس الجهاز الفني لبرشلونة، علماً أنّ عقده الحالي مع حامل لقب الدوري الإسباني ينتهي مع نهاية هذا الموسم. وساهم الإطراء الذي قدّمه بوسكيتس للخطة التي اعتمدها المدرّب الإسباني للنادي الباريسي أوناي إيمري، في تعميق مشاكل برشلونة. وقال اللاعب الدولي "لم تكن مشكلة موقف، بل مشكلة كرة قدم. ضغطوا (لاعبو باريس سان جرمان) بشكل أكبر وكانوا أفضل تكتيكياً. كانت لديهم خطة ونفذوها بالشكل الذي أرادوه". وعكست الصحف الإسبانية أزمة برشلونة في تعليقاتها الأربعاء. وقالت صحيفة "سبورت" إنّ النادي "أشبه بسفينة محطمة دون ربان"، مضيفة: "برشلونة سقط في باريس من دون عظمة ومن دون أعذار". وأضافت: "كانت سقطة مدوية، من الدقيقة الأولى إلى الأخيرة... أكثر من مجرد حادث، كانت إنعكاساً للعديد من المشاكل، بعضها مضمر والآخر جلي، وسبق لها أن ظهرت على امتداد الموسم". وركّزت الصحف بشكل اساسي على اختيار إنريكي لاعب خط الوسط البرتغالي أندري غوميش، لاسيّما وأنه أتيحت للأخير فرصة معادلة النتيجة 1-1 منتصف الشوط الأول. وكان غوميش (23 عاماً) الأغلى بين ستة لاعبين ضمهم برشلونة إلى صفوفه الصيف الماضي، وبلغت كلفتهم 127 مليون دولار، بهدف إضافة عمق لخطة اللعب وضخ دماء شابة في التشكيلة. إلا أنّ أياً منهم لم يترك بصمته بعد في برشلونة الذي لا يزال يعتمد إلى حدّ كبير على نواة أساسية تتألف من لاعبين باتوا في مرحلة عمرية أكبر، كالمدافع جيرار بيكيه ولاعب الوسط أندريس إنييستا وبوسكيتس، خلف ثلاثي الهجوم المكوّن من الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار والأوروغوياني لويس سواريز. كما أنّ برشلونة لم يتمكّن بعد من العثور على بديلين مناسبين لظهيره الأيمن البرازيلي داني ألفيش، وصانع ألعابه تشافي هرنانديز اللذين سبق لهما إحراز الثلاثية مع المدرّب السابق جوسيب غوارديولا، وفي الموسم الأوّل مع إنريكي عام 2015. وسيكون على رأس أولويات رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو، ضمان تمديد عقد ميسي الذي ينتهي مع نهاية الموسم المقبل، علماً أنّ الأرجنتيني وزميله سواريز سيبلغان الثلاثين من العمر هذه السنة. وفي مقابل الصعوبات التي يواجهها إنريكي، بدا مواطنه أوناي إيمري المستفيد الأكبر، إذ كالت له الصحف الإسبانية المديح الأربعاء. وقاد إيمري إشبيلية إلى لقب الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" ثلاث مرات في المواسم الثلاثة الماضية، وأثبت خبرته على الساحة الأوروبية، علماً أنّ فوزه على برشلونة الأربعاء هو الثاني له فقط على النادي الكاتالوني منذ 2007. وقالت صحيفة "ماركا" الإسبانية أنّ المالكين القطريين للنادي الباريسي "عيّنوا إيمري لهذا الغرض تحديداً"، أي الذهاب بعيداً في دوري الأبطال، مضيفة "ما لم يتمكّن (الإيطالي) كارلو أنشيلوتي و(الفرنسي) لوران بلان من تحقيقه، بات في متناول إيمري... إقصاء برشلونة من دوري أبطال أوروبا".