يلتقي باريس سان جرمان الفرنسي مع ضيفه برشلونة الإسباني غداً (الثلثاء) في قمة نارية على ملعب "بارك دي برانس" في العاصمة باريس في ذهاب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، حيث يأمل المضيف ومدربه الإسباني اوناي ايمري في قطع شوط كبير لفك عقدة الفريق الكاتالوني. وقال إيمري خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم (الإثنين)، إن فريقه مطالب بالتركيز على شيء واحد وهو التفوق في المواجهات الثنائية بين اللاعبين أمام برشلونة غداً". وأوضح أن "أهم شيء هو الفوز بالمواجهات الثنائية، وإلا لن تعني الخطط أي شيء". وتابع المدرب الإسباني "نعرف منافسنا جيداً وهذه ميزة لنا. هذه مناسبة مثالية للنادي من أجل التقدم للأمام". وأضاف ايمري أنه سيتخذ قراره في وقت لاحق اليوم بشأن انضمام لاعب الوسط الأرجنتيني خافيير باستوري للتشكيلة بعد عودته للتدريبات عقب إصابة. ويشكل الفريق الكاتالوني عقدة للنادي الباريسي منذ آلت ملكيته إلى هيئة "قطر للاستثمارات الرياضية" العام 2011، حيث التقيا مرتين في الدور ربع النهائي وكان التأهل من نصيب برشلونة. ففي موسم 2012-2013 خرج باريس سان جرمان من دون أن يخسر أمام برشلونة (2-2 ذهاباً في باريس و1-1 اياب في برشلونة، وتأهّل الأخير لتسجيله أكثر خارج قواعده)، ثم خسر ذهاباً واياباً موسم 2014-2015 (1-3 في باريس و2-صفر في برشلونة). والتقى الفريقان في دور المجموعات في الموسم ذاته، وفاز الفريق الباريسي 3-2 على أرضه وخسر 1-3 في كامب نو. كما أن السجل الشخصي لايمري أمام برشلونة ضعيف جداً، ففي 23 مواجهة له مع اشبيلية حقق فوزاً واحداً فقط وكان في الدوري الموسم الماضي. وتعاقد باريس سان جرمان مع ايمري الصيف الماضي خلفاً للوران بلان على أمل تجسيد نجاحاته في الدوري الأوروبي مع اشبيلية (قاده إلى اللقب في الأعوام الثلاثة الأخيرة) ومساعدة ممثل العاصمة الفرنسية على تخطي دور ربع النهائي الذي خرج منه في المواسم الأربعة الأخيرة. لكن انهاء باريس سان جرمان لدور المجموعات في المركز الثاني خلف ارسنال الإنكليزي وضع النادي في موقف صعب كونه اضطر إلى مواجهة أحد أبطال المجموعات فكان نصيبه بطل إسبانيا مجدداً وبات مطالباً بتخطيه لبلوغ ما حققه في الأعوام الأربعة الأخيرة، ألا وهو الدور ربع النهائي. ويسود تفاؤل كبير المعسكر الباريسي عقب البداية القوية في العام الحالي حيث حقق النادي 10 انتصارات وتعادل مرة واحدة في مبارياته ال11 الأخيرة في مختلف المسابقات. وقال لاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي الجمعة عقب الفوز الثمين والكبير على المضيف بوردو 3-صفر: "لدينا ثقة في مؤهلاتنا وهذه المباراة جاءت في الوقت المناسب بالنسبة لنا. لو جاءت في بداية الموسم لكنت أكثر قلقاً، ولكن كل شىء تغير" في اشارة إلى البداية الصعبة للنادي والتي ابعدته عن صدارة الدوري لصالح نيس ومن بعده موناكو. ويحتل باريس سان جرمان حالياً المركز الثاني في الدوري الذي يحمل لقبه في الأعوام الأربعة الأخيرة، بفارق 3 نقاط خلف موناكو المتصدر. ويعوّل باريس سان جرمان على معنويات لاعبيه العالية وسجله الرائع على ملعبه في المسابقة القارية حيث خسر مرة واحدة في العقد الأخير. من جهته، قال المدافع الدولي البرازيلي ماكسويل الذي سبق له الدفاع عن ألوان الفريق الكاتالوني: "إنه تحدّ كبير. ببساطة، يتعين علينا تقديم مباراتين كبيرتين". وأضاف في تصريح للموقع الرسمي للنادي: "نحن لا نريد أن يكون هناك أيّ حسرة، مثلما كان الأمر في الموسم الماضي. ليس من السهل أبداً أن تلعب ضد برشلونة. لا أحد يدخل هذه البطولة ويأمل في ملاقاة برشلونة. ومع ذلك، سنكون مطالبين باحداث الفارق. يجب أن نقدم كلّ ما لدينا". وشدد مواطنه لوكاس مورا في تصريح لوكالة "فرانس برس" على خطورة برشلونة، وقال: "إذا ارتكبت خطأً امام فريق مثل برشلونة، فقد حكمت على نفسك بالموت !"، لكنه ابدى ثقته في قدرة فريقه على تخطي النادي الكاتالوني ومواصلة مشواره نحو تحقيقه حلم التتويج باللقب. وقال: "أعتقد ذلك، على الرغم من احترامنا الكبير لبرشلونة الذي اعتبره افضل فريق في العالم، لا يوجد فريق في العالم لا يمكن هزمه. اعتقد أننا ايضاً اقوياء جداً، فنحن نكسب الكثير من الاحترام على الساحة القارية، ستكون مساندة جماهيرنا لنا مهمة جداً، سيساعدنا ذلك كثيراً". ويخوض باريس سان جرمان المباراة في غياب لاعب وسط الدولي الإيطالي تياغو موتا الذي دافع عن ألوان برشلونة سابقاً ايضاً، وذلك بسبب الإيقاف، لكن ايمري يملك الأسلحة اللازمة لتعويض غيابه في مقدمتها الدولي الواعد ادريان رابيو، إضافة إلى الأرجنتيني انخل دي ماريا والوافد الجديد الألماني يوليان دراكسلر، إلى جانب تألق مهاجمه الدولي الأوغورياني ادينسون كافاني الذي سجل 25 هدفاً في الدوري هذا الموسم. ولن يكون برشلونة لقمة سائغة امام الباريسيين على الرغم من تذبذب مستوى النادي نسبياً هذا الموسم، لكنه بدوره عاد بقوة وحجز بطاقته إلى المباراة النهائية لمسابقة الكأس المحلية للعام الرابع على التوالي وعلى حساب اتلتيكو مدريد العنيد، ثم سحق مضيفه ومنافسه المستقبلي في النهائي الافيس بنصف دزينة من الأهداف في الدوري. وخسر برشلونة مرة واحدة فقط في مبارياته ال22 الأخيرة، لكنه تلقى ضربة موجعة السبت بإصابة مدافعه الأيمن اليكس فيدال في كاحله وسيبتعد عن الملاعب حتى نهاية الموسم. ويغيب ايضاً لاعب وسطه الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو بسبب اصابة في الفخذ، لكن صفوفه تشهد عودة القائد جيرار بيكيه والبرازيلي رافينيا الذي سيضطر إلى وضع قناع وقائي بعد تعافيه من كسر في الأنف. ويعوّل برشلونة الذي لا يزال ينافس على الجبهات الثلاث (الدوري والكأس المحليان ومسابقة دوري أبطال أوروبا) على ثلاثيه الهجومي الضارب الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار والأوروغوياني لويس سواريز. وتحفل المباراة بمواجهة "الأصدقاء" الأميركيين الجنوبيين: ميسي ومواطنه دي ماريا، نيمار ومواطنيه تياغو سيلفا وماكسويل وماركينيوس ولوكاس، سواريز ومواطنه كافاني وكلاهما يتصدر لائحة الهدافين (18 هدفاً للأول في الليغا، و25 للثاني في الدوري الفرنسي). ويلعب غداً ايضاً بنفيكا البرتغالي بطل عامي 1961 و1962 مع بوروسيا دورتموند بطل 1997 في مواجهة متكافئة نسبياً. ويعوّل بنفيكا على عاملي الارض والجمهور لحسم المواجهة الأولى على ملعب النور في لشبونة، واستغلال المعنويات المهزوزة للاعبي الذي تعرضوا لخسارة قاسية أمام دارمشتات صاحب المركز الأخير في الدوري 1-2. بيد أن الفريق الألماني ابلى البلاء الحسن في المسابقة القارية وتصدّر مجموعته أمام ريال مدريد حامل اللقب وبالتالي لن يكون صيداً سهلاً لبنفيكا متصدر الدوري في بلاده والذي يدخل المباراة بعد فوزه الكبير على ضيفه اروكا 3-صفر. وتقام مباراتا الإياب في 8 آذار (مارس) المقبل في "كامب نو" و"سيغنال ايدونا بارك" توالياً.