أصدر الروائي طاهر الزهراني رواية جديدة بعنوان «الفيومي» عن دار ضفاف ومنشورات الاختلاف، وهي تتحدث عن عطية الفيومي: شاب بسيط، نزح أهله من تهامة قبل عقود، ليختاروا مدينة جدة مكان إقامة، ينحدر من أصول مصرية قدمت إلى الجزيرة العربية قبل قرنين من الزمان من أجل الحج، ثم انقطعت بهم السبل بسبب الحروب التي كانت تدور رحاها بين الأعراب والأتراك في ذلك الوقت. يعرج الكاتب على هذا الظرف التاريخي في بداية الرواية، لينتقل بعد ذلك للحديث عن بطل الرواية عطية الفيومي الذي يعيش حياة بسيطة ومسالمة، ليجد نفسه - بعد البحث عن فرص وظيفية - على خط النار في الحد الجنوبي حيث تخوض بلاده حرباً مع اليمن عام 2009، ليقدم بعد الحرب استقالته ويقرر ترك مدينة جدة ليذهب إلى القرية للعيش مع جدته في سلام بعيداً عن المدن والحدود والحروب. تتناول الرواية أيضاً تفاصيل العيش في القرية، عن الرعي، والزراعة والصيد، ورعاية النحل، والعزلة في الجبال، وكثير من التفاصيل الصغيرة التي تخص القنص، والسلاح، ليرتبط بعد ذلك بإنسانة لم يكن يحلم بها. عندما يشعر عطية الفيومي أنه تصالح مع الحياة، ونال هداياها، تبدأ المكائد من كل جانب، من قبل كل القوى، بسبب الأصول القديمة، لتقرر هذه الأمور حقيقة أن الإنسان حتى في عزلته لن يكون بخير. «الفيومي» رواية تتحدث عن أزمنة مختلفة وأحداث تأتي منسجمة بإرادة محرك الدمى، قائمة على النظر في نسبية الأحكام، والمقاربات، والمفارقات، والمآلات التي قد يخرج بها القارئ. تسلط الرواية الضوء على هشاشة البطولة، ونسبية العداء، مع تحضير لرموز البطولة المهدرة، وتذيب كل شيء في حمى التساؤلات.