كشف مسؤولون بريطانيون أن السعوديين ينفقون بسخاء كبير خلال إقامتهم في بريطانيا مقارنة بالسياح الأجانب، إذ ينفق السعودي ستة أضعاف مثيله الأجنبي، مشيرين إلى أن السعوديين أنفقوا 2.6 بليون ريال (556 مليون جنيه إسترليني) خلال العام 2015. وأوضحت مديرة هيئة السياحة البريطانية في آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وأستراليا سوماتي راماناثان - خلال مؤتمر صحافي بمقر إقامة السفير البريطاني لدى الرياض أمس لمناسبة افتتاح هيئة السياحة البريطانية أول مكتب لها في السعودية بالرياض - أن معدلات إنفاق المسافرين السعوديين تعد من أعلى معدلات الإنفاق بين زوار المملكة المتحدة، بمعدل إنفاق يبلغ 3,769 جنيه استرليني خلال الزيارة، بما يعادل أكثر من ستة أضعاف متوسط الإنفاق اليومي لجميع الأسواق الأخرى. وأضافت أن معدلات مدة إقامة المسافرين السعوديين تعد أطول من معدل إقامة المسافرين من بقية أنحاء العالم، إذ يبلغ متوسط إقامة السائح السعودي 18 ليلة، مقارنة بمتوسط مدة الإقامة لبقية المسافرين الذي يبلغ 8 ليال فقط. وأشارت إلى أنه اعتباراً من نهاية شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، باتت كلفة السفر للمملكة المتحدة أرخص بنسبة 14 في المئة بالنسبة للمسافرين السعوديين مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بسب ارتفاع سعر الريال السعودي مقارنة بالجنيه الاسترليني. ويهدف افتتاح هيئة السياحة البريطانية مكتباً جديداً لها في مدينة الرياض إلى استقطاب المزيد من المسافرين السعوديين إلى المملكة المتحدة، معلنة تعيين السعودي بدر المنديل رئيساً لعمليات مكتبها في المملكة. واعتبرت راماناثان، أن السعودية واحدة من أهم الأسواق السياحة العالمية، وتحظى باهتمام كبير من هيئة السياحة البريطانية، وأن تعيين بدر المنديل رئيساً لعمليات مكتبها في الرياض يؤكد التزامها بالسوق السعودية، مشيرة إلى أن وجود المنديل قيمة كبيرة لعملنا في المملكة، إذ سيساعدنا في بناء العلاقات المهمة التي نسعى إليها. بدوره، قال السفير البريطاني لدى المملكة سايمون كوليز، إن افتتاح مكتب تمثيلي لهيئة السياحة البريطانية في المملكة ينطلق من علاقات تجارية وثقافية راسخة ظلّت تربط البلدين لعقود طويلة، ونحن نرحب بأعداد متزايدة من المسافرين السعوديين سنوياً، إذ يقصد بلادنا الآلاف، سواء لتأدية الأعمال أم السياحة أم الدراسة، وأنا بدوري أشجع المزيد من السعوديين على زيارتها ليكتشفوا بأنفسهم كل ما تقدمه المملكة المتحدة لضيوفها». ورداً على سؤال حول عدد الطلاب السعوديين الدارسين في بريطانيا، قال إنه يدرس 15 ألف طالب سعودي في بلاده، مشيراً إلى أن هناك تعاوناً بين الجامعات السعودية والبريطانية. ويأتي تعيين ممثل للهيئة في المملكة في أعقاب إبرامها شراكة مع شركة «مجموعة الطيار للسفر القابضة»، إحدى أبرز شركات السياحة والسفر في المملكة، لإطلاق حملة ترويج سياحية منظَّمة ترمي إلى الترويج لثلاث مدن بريطانية هي لندن ومانشستر وإدنبرة، والتي تشكّل بوابات يصل عبرها الزوار السعوديون إلى كثير مما تزخر به بريطانيا من مقاصد ومناشط سياحية. وتستهدف هذه الحملة الأُسر السعودية في المقام الأول، مقدّمة باقات سفر صيفية حصرية إلى بريطانيا، وسيتم في إطار هذه الشراكة، تيسير حصول المسافرين السعوديين على التأشيرات وذلك عبر الحجوزات التي تُجرى حصراً من خلال مجموعة الطيار. وبحسب دراسات هيئة السياحة البريطانية، فإن المسافرين من السعودية يهتمون بتجارب التسوق الفاخرة للاستمتاع بما تقدمه المتاجر الراقية أو الأقسام الفاخرة في المراكز التجارية متعددة الأقسام، إذ يزور أكثر من 60 في المئة من المسافرين السعوديين متاجر المنتجات الفاخرة، وأنهم غالباً ما يقومون بالتسوق والشراء من منتجات الملابس والأحذية. وتعتبر السعودية من بين أكبر 10 أسواق عالمية من القيمة بالنسبة للمملكة المتحدة، مع توقعات ببلوغ حجم إنفاق مسافريها 772 مليون جنيه إسترليني بحلول العام 2020، وفي العام 2015 استقبلت المملكة المتحدة أكثر من 147 ألف مسافر من السعودية أنفقوا 556 مليون جنيه إسترليني. وتشير توقعات هيئة السياحة البريطانية للعام 2017 إلى أن حجم السياحة الدولية إلى المملكة المتحدة سيستمر في النمو ليبلغ عدد الزوار 38,1 مليون زائر، بزيادة نسبتها 4 في المئة مقارنة بعام 2016 الذي شهد 36,7 مليون زائر. أما معدل الإنفاق من المسافرين من مختلف أنحاء العالم، فمن المتوقع أن يبلغ 24,1 بليون جنيه إسترليني خلال العام 2017، بزيادة 8 في المئة مقارنة بالعام الماضي، ومن المتوقع أن يصل إلى 22,3 بليون جنيه إسترليني.