كشفت دراسة جديدة عن أسرار جينية قد تجعل الكينوا مصدراً للغذاء متنامي الأهمية في المستقبل، وبيّن العلماء أنهم توصلوا إلى الخريطة الجينية للكينوا وحددوا جيناً يمكن تعديلها للتخلص من الطعم المر الطبيعي في تلك الحبوب بما يمهد الطريق لاستخدام تجاري على نطاق واسع. وحبوب الكينوا قادرة على النمو جيداً في ظروف صعبة، مثل التربة عالية الأملاح أو متواضعة النوعية وعلى ارتفاعات كبيرة وفي درجات حرارة منخفضة بما يعني أنها قد تزدهر في مواقع غير صالحة لزراعة أنواع أخرى من المحاصيل الغذائية مثل الأرز والقمح. ويشكل وجود كيماويات سامة ومرة المذاق تسمى صابونين في بذورها أحد العراقيل أمام زراعتها بكثافة، وقال عالم النباتات الأسترالي مارك تيستر إن الدراسة تحدد جيناً يوجه إنتاج الصابونين في الكينوا وهو ما قد يمكن من زراعة الكينوا دون صابونين بما يمنح بذورها مذاقاً أفضل. في الوقت الراهن تجب معالجة بذور الكينوا بالغسل والتجفيف بعد حصادها لإزالة الصابونين. وأضاف قائد فريق الدراسة تيستر، التي نشرت في دورية نايتشر: "الكينوا حالياً ليست مستغلة كما ينبغي"، لافتاً إلى إنها "تحتوي على قيمة غذائية مرتفعة بالكثير من المحتوى البروتيني الذي يوازن جيداً الأحماض الأمينية، وهو أمر غير معتاد في الحبوب الأساسية، إنها خالية من الجلوتين وغنية بالفيتامينات والمعادن أيضاً". وأوضح "أن زيادة إنتاج الكينوا قد يحسن من الأمن الغذائي على الكوكب الآخذ سكانه في الزيادة". لكنه أشار إلى أن هناك احتمالات بوجود عيوب لتقليل الصابونين في الكينوا من بينها زيادة الاشتباه في إصابة البذور بأمراض فطرية أو زيادة معدلات اعتماد الطيور عليها غذاءً.