الكينوا quinoa ليس من الحبوب ولكنه من البذور التي تتفوق على الحبوب في غناها بالعناصر الغذائية. والكينوا من البذور الكاملة الخالية من الدبقين التي تصلح للمصابين بحساسية القمح أو مرض سيلياك، وهي من البذورالتي كانت يقتات بها الإنسان منذ أجيال خاصة في أمريكا الجنوبيّة حيث ازدهرت حضارة الإنكا التي كانت تطلق على الكينوا مسمى "أم الحبوب". وتركيبة الكينوا التغذوية المدهشة أعادتها إلى صدارة الأطعمة التي يوصى بتناولها اليوم، حيث تعدّ من الأطعمة الجديدة الواعدة، فقد صدر عن وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، مقال (متوفر عن طريق الشبكة المعلوماتية) بعنوان: Quinoa: An Emerging “New” Crop with Potential For CELSS تشيد فيه الوكالة بالكينوا كطعام مدهش محتمل لرواد الفضاء خلال رحلاتهم الطويلة. وإذا كان يصلح في الفضاء فلا شك أنه يصلح على سطح الأرض، والدليل هو تزايد شعبيته لدى المهتمين بالصحة. ويركز المقال على غنى الكينوا بالبروتينات، فحوالي 12 إلى 18% من وزنها بروتينات. كما يركّز على تركيبتها الفريدة من الأحماض الأمينية. ومعظم الحبوب اليوم تفتقر إلى الحمض الأميني الضروري اللايسين بينما يتوفر هذا الحمض في الكينوا التي بها نسبة تتوافق مع الاحتياجات منها التي أقرتها منظمة الفاو التابعة للأمم المتحدة. كما فيها نسب جيّدة من الأحماض الأمينية الضرورية التي تحتوي على الكبريت كالميثيونين والسياستين. وبذور الكينوا غنيّة بالمغنيزيوم وبفيتامين ب2 (الريبوفلافين) مما يجعلها طعاماً مثالياً لمن يعانون من صداع الشقيقة. ووجود المغنيزيوم الذي يساعد على إرخاء جدران الأوعية الدموية يجعلها مناسبة لمن يعانون من ضغط الدم المرتفع أو من امراض القلب. وهي سهلة الهضم لها خصائص حيوية تساعد على تكاثر البكتريا النافعة في الأمعاء، وغناها بالألياف غير الذائبة يجعلها ممتازة لتخليص الجسم من السموم وتنظيف القولون والحد من تكوّن الحصوات. والكينوا مصدرها عشبة حوليّة تنمو في المرتفعات بشكل خاص، ولذا كانت البديل الأمثل لسكان مرتفعات أمريكا الجنوبية حيث لا تصلح زراعة الذرة أو القمح. وعشبة الكينوا تنتج بذوراً مستديرة مسطحة صغيرة الحجم قطرها حوالي 2-3 ملم، وتتراوح ألوان البذور، حسب أنواعها والمناطق التي تنمو فيها، بين الأبيض المصفرّ إلى الأحمر والبني وحتى الأسود. وبذور الكينوا طبخها سهل واستعمالاتها متعددة حيث يمكن سلقها بسرعة بضعف كميتها من الماء وتناولها بدلاً من الأرز. ويمكن إضافتها لأطباق الحساء، أو سلقها ثم إضافتها لأطباق السلطة لزيادة القيم الغذائية. أو سلقها ثم إضافة الزبيب أو المكسرات إليها كطعام إفطار مغذٍ. ويمكن أيضاً طحنها لإعداد بسكويت وكيك من طحينها! والكينوا من الأطعمة التي لم تنتشر بعد في البقالات العادية ولكنها متوفرة في محال الأطعمة الصحيّة.