في مواجهة التحدّي المتمثل في زيادة إنتاج الأغذية عالية الجودة من أجل إطعام سكان العالم في ظل تغير المناخ، قامت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتسمية سنة 2013 "السنة الدولية للكينوا"، وهو نبات له القدرة على النمو في ظل أقسى الظروف، حيث يتحمل درجات حرارة تتراوح بين – 8 و 38 درجة مئوية، كما يمكن زراعتها في مستوى سطح البحر وحتى ارتفاع يصل الى 4000 متر فوق سطح البحر، وذلك الى جانب قدرتها على تحمّل الجفاف وفقر التربة، يتميز هذا النبات بأنه الوحيد تقريبا بين النباتات الذي يحتوي على جميع الأحماض الأمينية والعناصر النَزْرة والفيتامينات الأساسية مع خُلوّه من الغلوتين.، و يساعد المرضى الذين يعانون من الأضطرابات الهضمية ، وتُسهم فى السيطرة على نسبة السكر فى الدم، إضافة إلى أنها غنية بالماغنيسيوم والفسفور والنحاس والمنجنيز والألياف والبوتاسيوم والثيامين. يتم تحميص حبوب الكينوا ثم يعمل منها دقيق تصنع منه أنواع مختلفة من الخبز. كما يمكن طهي بذور الكينوا مثل الحبوب وإضافتها الى الشوربات، أو صنعها كالباستا، وعندما تطهى تكتسب نكهة تشبه نكهة الجوزيات ، القيمة التغذوية بات استهلاك الكينوا أمراً شائعاً على نحو متصاعد للذين يرغبون في تحسين حالتهم الصحية والمحافظة عليها من خلال تغيير عاداتهم الغذائية. ذلك لأن الكينوا "مادة غذائية وظيفية" ممتازة (تساعد في الحد من أخطار أمراض عديدة و/أو تعزّز الصحة الجيدة). وبسبب خواصها التغذوية المتفوقة، فان هذه المادة الغذائية يمكن أن تكون مفيدة جداً في مختلف مراحل تطور ونمو الانسان. والى جانب كونها سهلة الهضم، فان الكينوا خالية من الكوليستيرول ومن اليسير استخدامها في إعداد وجبات كاملة ومتوازنة. ويمكن استخدام الكينوا أيضاً في الوجبات العادية والنباتية على حدٍ سواء، وذلك الى جانب استخدامها لإعداد وجبات خاصة لمجموعات مستهلكين بعينها ككبار السن والأطفال والرياضيين ذوي الأداء العالي ومرضى السكّري والمصابين بالداء الزلاقي أو السيلياك والأشخاص الحسّاسين لمادة اللاكتوز. البروتينات إن ما يميّز الكينوا هو القيمة العالية للبروتينات التي تحتوي عليها. إذ أن جودة هذه البروتينات وتوازنها يجعلانها تتفوق على مثيلاتها في الحبوب الأخرى، فهي تتفاوت بين 12.5 و 16.7%. كما أن 37% من بروتينات الكينوا تتكون من الأحماض الأمينية الأساسية. والأحماض الأمينية الأساسية هي الأحماض التي ليس في مقدور جسم الانسان إنتاجها، ولذلك يجب أن يمتصّها الجسم من الوجبة الغذائية. ونقص هذه الأحماض في الوجبة يحدّ من تطور الجسم البشري ونموّه، وذلك لعدم إمكانية إصلاح خلايا الأنسجة الميتة وتعذُّر بناء خلايا جديدة في حالة النمو. والأحماض الأمينية الأساسية لبني البشر هي: الفالين والليوسين والثريونين واللايسين والتريبتوفان والهيستيدين والفينيلالانين والآيسوليوسين والآرجينين والميثيونين. أما الأحماض الأمينية الأساسية التي تحتوي عليها الكينوا أكثر من غيرها من الحبوب فهي: حمض الغلوتاميك وحمض الأسباراتيك والآيسوليوسين واللايسين والفينيلالانين والتايروسين والفالين. حيث يشارك حمض الغلوتاميك في انتاج الطاقة للدماغ وفي عمليات رئيسية كالتعلُّم والتذكُّر ولُدونة الخلايا العصبية. ويعزّز حمض الأسباراتيك وظائف الكبد وهو حيوي لصون النظام القلبي الوعائي. وللتايروسين تأثير مقاوم للكَرْب، وينهض بدور أساسي في التخفيف من آثار الإكتئاب والحَصَر النفسي، وذلك ضمن وظائف أخرى. أما اللايسين الذي يبلغ ما تحتويه الكينوا منه ضعف ما تحتويه الحبوب الأخرى فمن بين خواصه العلاجية الكثيرة أنه يعزّز المناعة من خلال المساعدة في بناء الأجسام المضادة، ويحسّن عمل المعدة ويعاون في إصلاح الأنسجة، ويشارك في استقلاب الأحماض الدهنية ويساعد في نقل وامتصاص الكالسيوم، بل ويبدو كذلك أنه يؤخر أو يوقف – جنباً الى جنب مع فيتامين C - إنبثاث السرطان. هذا في حين يشارك الآيسوليوسين والليوسين والفالين معاً في انتاج طاقة العضلات، كما أنها تحسّن الإضطرابات العصبية العضلية، وتمنع تلف الكبد، وتساعد في حفظ توازن مستويات السكر في الدم، وذلك إضافة الى وظائف أخرى . الدهون غالبية دهون الكينوا من الأحماض الدهنية غير المشبعة الأحادية والأحماض الدهنية غير المشبعة المتعددة التي تعدّ نافعة للجسم عند تضمينها في الغذاء لأنها أساسية في تكوين بنية الجهاز العصبي والجهاز البصري للإنسان وقيامهما بوظائفهما. ويخفّض استهلاكهما في ذات الوقت مستوى الكوليستيرول الكلّي وكوليستيرول LDL (الكوليستيرول الضارّ) في الدم، وهذه ليست سوى غيض من فيض الفوائد العديدة التي يحققها الانسان من استهلاكه أحماض أوميغا الدهنية. أما قيم الأحماض الدهنية الموجودة في حبة الكينوا الخام فهي 8.1% و 52.3% و 23% من أوميغا 3 وأوميغا 6 وأوميغا 9 على التوالي. الألياف الكينوا مادة غذائية غنية بالألياف، وتتفاوت كميتها فيها حسب نوع الحبة حيث تتراوح بين 2.49 و 5.31 غم/100 من المادة الجافة. وقد ثبت أن تناول الألياف في الوجبة الغذائية يخفض مستويات الكوليستيرول الكلّي وكوليستيرول LDL والضغط الشرياني، وأنها تعمل أيضاً كمضاد للأكسدة. ومن المعروف أن مضادات الأكسدة تحمينا من اﻟ free radicals التي تسبب الشيخوخة، ومن أمراض أخرى. خالية من الغلوتِن تعدّ الكينوا خاليةً ن الغلوتِن لأنها تحتوي كمية تقل عن 20 ملغم/ كغم وفقاً لهيئة الدستور الغذائي، ما يجعلها مفيدة للأشخاص الذين لديهم تحسُّس من الغلوتِن. كما تناول الكينوا بصورة منتظمة يساعد المصابين بالداء الزلاقي أو السيلياك في استعادة العمل الإعتيادي لخَمَل جدار الأمعاء لديهم على نحو أسرع بكثير مما لو تناولوا وجبة بسيطة خالية من الغلوتِن. الأملاح المعدنية تحتوي الكينوا في الواقع على جميع الأملاح المعدنية بكميات أكبر مما تحتويه الحبوب. فهي تحتوي على الفسفور والكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والمغنيسيوم والمنغنيز والزنك والليثيوم والنحاس. ويساوي محتواها من الحديد ضعف ما يحتويه القمح وثلاثة أضعاف ما يحتويه الأرز ومثل ما في الفاصوليا. كما تتفوق على القمح في محتواها من الكالسيوم بمقدار 1.5 مرة. وهو الملح المسؤول عن العديد من الوظائف المتصلة ببنية العظام والأسنان، كما يؤدي دوراً في تنظيم نقل المنبهات الكيماوية والكهربائية في أعصاب العضلات، وفي إفراز الخلايا وتخثُّر الدم. مع العلم أن المتناوَل اليومي المقترح للأطفال في سن 4- 9 سنوات هو 600- 700 ملغم/يومياً وللكبار هو من 1000 الى 1300 ملغم/يومياً (FAO/WHO, 2001). ويجري امتصاص الكالسيوم من جانب الجسم نتيجة لوجود الزنك المتزامن معه، ما يجعل الكينوا هي المفضَّلة – بغية تجنب النَزْكَلَة (فقد الكالسيوم من العظام) وترقُّق العظام – على أغذية أخرى تحتوي على الكالسيوم بالفعل لكن الكالسيوم الذي فيها لا يمكن امتصاصه من جانب الجسم. ومحتوى الكينوا من الزنك يساوي ضعف ما يحتويه القمح، كما أن الفروقات أكثر من ذلك عند مقارنتها بالأرز والذرة. الفيتامينات تحتوي الكينوا على كميات عالية من فيتامينات B و C و E المركَّبة، ويفوق محتواها من فيتامينَي B و C ما يحتويه القمح. كما أنها غنية بالبيتا- كاروتين والنياسين (B3). وتحتوي كذلك على كميات من الريبوفلافين (B2) والألفا- توكوفيرول (E) والكاروتين تفوق بشكل ملموس ما في القمح والأرز. يعزّز المناعة، ويحسّن عمل المعدة