عاد الحديث عن آلية جديدة لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الواجهة أمس، مع تصريحات الرئيس دونالد ترامب المنتقدة التوسيعَ الاستيطاني وغير المستعجلة نقل السفارة الأميركية إلى القدس، في وقت تقاطع هذا الحديث مع آخر عن معادلة جديدة للمفاوضات تستقطب الجانب العربي، وعن زيارة ثانية للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن الشهر المقبل. وفيما أعلنت شبكة التلفزة الأميركية «سي أن أن» أمس، أن ترامب قرر عدم تعيين إليوت أبرامز، المسؤول السابق في إدارتي جورج بوش ورونالد ريغان، نائباً لوزير الخارجية ريكس تيليرسون، بسبب انتقاده إياه خلال الحملة الانتخابية، جاءت تصريحاته عن ملف عملية السلام لتعكس تغييراً في لهجته عن أيام الحملة، إذ عدل ترامب في مقابلة نشرت أمس مع صحيفة «يسرائيل هيوم» التي يملكها شيلدون أديلسون، البليونير الأميركي المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في موقفه من الاستيطان ونقل السفارة، وقال: «أدرس الموضوع (السفارة)، ولنر ما سيحدث»، مضيفاً: «هذا ليس قراراً سهلاً ... أنا أفكر به بشكل جدي جداً». وعن الاستيطان، قال قبل أيام من لقاء مرتقب بينه وبين نتانياهو الأربعاء المقبل: «الأرض المتبقية محدودة، وفي كل مرة يتم استخدام الأرض للمستوطنات، تنقص الأرض المتبقية، وأعتقد أن توسيع المستوطنات ليس أمراً جيداً للسلام». وأشار الخبير في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى غيث العمري ل «الحياة»، إلى أن وزيري الخارجية والدفاع تيليرسون وجيمس ماتيس لعبا دوراً في هذا التغيير. وقال العمري الذي عمل سابقاً في فريق المفاوضات الفلسطينية، إن ترامب «تحدث خلال الحملة عن نيته الوصول إلى صفقة كاملة (في عملية السلام)، وما نراه اليوم هو أن وزراءه الضالعين في ملف الشرق الأوسط، مثل تيليرسون وماتيس، وأيضاً اتصالاته ولقاءاته مع قيادات المنطقة، بينهم اتصاله بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أثروا في موقفه». وأشار إلى أن بعض الإسرائيليين أيضاً نصح ترامب بالتريث في هذين الملفين. وتوقع نضوج استراتيجية أميركية في هذا المجال بعد زيارة نتانياهو، وأخرى مرتقبة للملك عبدالله الثاني في آذار (مارس) المقبل. وعادت المداولات في شأن أفق عملية السلام إلى الأروقة الأميركية مع نشر «نيويورك تايمز» تقريراً يفيد بأن الإدارة «تطور استراتيجية للعمل مع الدول العربية، خصوصاً السعودية ومصر، لكسر الجمود في عملية السلام والنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي». وإذ لفتت الصحيفة إلى أن التهديد الإيراني «غيّر التموضعات الإقليمية»، أشارت إلى أن «المسؤولين العرب حذروا ترامب ومستشاريه من أن أي تعاون لن يتم إذا قامت إسرائيل بخطوات تحريض». وتزامناً مع زيارة نتانياهو أيضاً، يبدأ الكونغرس الأسبوع المقبل جلسات المصادقة على تعيين السفير الجديد لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، وكان تشدد برأيه في شأن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وتستند مقاربة ترامب الجديدة إلى علاقة شخصية أقوى مع نتانياهو، وعلاقة متينة لمستشاره وصهره جاريد كوشنير مع الإسرائيليين أيضاً. وكان ترامب استضاف أديلسون على العشاء الأسبوع الجاري، كما تحدثت «نيويورك تايمز» عن صداقة جديدة بين كوشنير والسفير الإسرائيلي السابق في واشنطن رون ديرمر. وفي ملف تعيينات وزارة الخارجية، وبعد قطع ترامب شخصياً الطريق أمام أبرامز لتولي المنصب، يتم الحديث عن إمكان تعيين الديبلوماسية السابقة بولا دوبريانسكي في المنصب. كما تم تعيين مايكل بيل مسؤولاً عن شؤون منطقة الخليج في مجلس الأمن القومي، وهو كولونيل متقاعد من الجيش، وخدم في العراق، كما علّم في الجامعة الوطنية للدفاع.