في تجربة تعد الأولى من نوعها في المغرب، تستعد شركة الإنتاج «عليان» التي يملكها المخرج السينمائي نبيل عيوش صاحب أشهر السيتكومات الرمضانية لدخول غمار مغامرة تلفزيونية من العيار الثقيل، وذلك بقرب بدء تصوير أطول مسلسل مغربي. ومن المتوقع ان تتجاوز حلقات مسلسل «الزيتوني» المئة حلقة، علماً ان عرضه سيبدأ خلال آذار (مارس) المقبل على القناة الأولى أسبوعياً من الاثنين إلى الجمعة. ويبدو الأمر شبيهاً بما تنتجه البرازيل وتركيا والمكسيك من مسلسلات تلفزيونية تتجاوز المئة حلقة. ومن المرتقب ألا يختلف الشكل كثيراً في المسلسل الجديد عن مسلسلات هذه الدول بما أنه يستعير ما هو معروف في هذه الدراما الرائدة من تقنية اللقطات الكبرى والقريبة والتركيز على الحوارات البسيطة والحية وعلى تعبيرات الوجوه المنتقاة بعناية والمستجيبة لمواصفات جمال وتكوين جسدي مثيرين. كما أن المواضيع لن تختلف، اذ سيتم التطرق إلى المواضيع الاجتماعية العامة، والهواجس الإنسانية الفردية والجماعية الخاصة، ومختلف أنواع الصراع البشري في مجتمع ما، يضم الفقراء والأغنياء، ويسود فيه صراع السلطة والمال والجاه مع ما يقابل ذلك من عواطف الحب والغيرة والحسد والانتقام... كل هذا مع اندماجه في بيئة مغربية معروفة بظواهرها المميزة. وهكذا تتمحور حكاية المسلسل حول شخص يدعى الزيتوني وهو رجل أعمال سيختفي في أجواء غامضة ثم فجأة يظهر مجدداً الأمر الذي سيخلق عدداً من المفاجآت لمحيطه العائلي والمهني ولعلاقاته. ولأهمية التجربة استحدثت خلية كتابة وفريق تقني يضم عدداً من المخرجين المعروفين، وبينهم الممثل إدريس الروخ الذي أخرج لمصلحة الشركة ذاتها أول أعماله التلفزيونية خلال رمضان الفائت وكان موفقاً في ذلك. تجربة جديدة تحمل عدداً من الإنتظارات والتوقعات. وهي لا بد أن تغير من تقاليد المشاهدة لدى المتفرج المغربي، وتخلق له معادلاً مغربياً طبيعياً للمسلسلات الأجنبية التي تحتل نطاقاً زمنياً واسعاً في برامج القنوات الوطنية منذ عقود. بالتالي يصير بإمكانه تمثيل واقعه ومجتمعه وهمومه في عمل تلفزيوني لن يكون خاطفاً وقصيراً، كما الحال في عدد من الأعمال الفنية التي لا تروم غير الإضحاك بدلاً من التعبير عن مجتمع ووطن. لكن الخوف الذي ينتاب كثر، وعلى رغم الترحيب بالمسلسل، هو أن يسقط في السطحية والمباشرة والتقليد، ويكون مجرد نسخة «ممغربة» لما هو متداول، بخاصة إذا كان الهدف إحراز السبق في مجال بكر، والجري نحو الربح المادي لا غير. ليس نبيل عيوش منتجاً فقط بل هو مخرج ذو تجربة غنية في مجال السينما والتلفزيون، وهو أيضاً رجل إعلان بامتياز، والمرجو أن يحضر الهاجس الفني والعمق الموضوعي في المشروع، وأن تولد مشاريع أخرى مشابهة.