أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن سامي بن عبدالله الصالح رصد السفارة السعودية الإحصاءات المختصة بحالات السجن والمرض والزواج والدراسة للسعوديين الموجودين على الأراضي الأردنية، كاشفاً عن زواج 161 مواطناً من أردنيات منذ مطلع العام الحالي. وأوضح السفير السعودي لدى عمّان في حديث إلى «الحياة» أن السفارة لم تتلق حتى الآن أي طلب مساعدة من السعوديين الذين توجهوا إلى سورية للمشاركة في القتال الدائر، مؤكداً أنه في حال حدوث طلب المساعدة من أحدهم فسيتم التعامل معه وفق التوجيهات النظامية المحددة في هذا الشأن، من دون أن يفصح عن ماهية التوجيهات. وأكد السفير السعودي عدم تعامل السفارة مع السوريين النازحين في الأردن ممن لا يملكون أوراقاً ثبوتية، باعتبارهم لا يعتبرون رعايا سعوديين، مشيراً إلى أن غالبية السعوديين المسجونين في الأردن على ذمة قضايا الحيازة والاتجار بالمخدرات. وقال الصالح إنه يوجد قسم متخصص في متابعة الحالات المرضية التي تعالج في الأردن، لعدم توافر ملحقية صحية حالياً، مؤكداً سعي السفارة إلى حل الإشكالات المتعلقة برسوم العلاج للسعوديين في المستشفيات الأردنية. وأضاف: «ومن سدد رسوم علاجه بنفسه، يستطيع عند عودته إلى البلاد طلب تعويض من وزارة الصحة». إلى نص الحوار: باعتباركم الأقرب إلى الأحداث مع نزوح السوريين إلى الأردن، واستقرار عدد منهم في مخيم الزعتري، إلى أية مرحلة وصل الدعم السعودي؟ - المملكة ما زالت تواصل دعم سورية من طريق الحملة الوطنية لنصرة الأشقاء السوريين، ويومياً يتم تسليم المساعدات الإغاثية إلى مستحقيها، لتوفير السكن والعلاج والإعانات للاجئين السوريين، إضافة إلى ما تقدمه حملة «مبادرة نلبي النداء» السعودية. ويقدر الأشقاء في الأردن الدعم الذي تقدمه المملكة للإسهام في التخفيف من العبء الذي يتحمله البلد المضياف بسبب تزايد أعداد اللاجئين، وتداعياته على الاقتصاد الأردني ومرافق البنية التحتية. المملكة تكافح الإرهاب، ودعت الشبان السعوديين إلى عدم الانجرار لمستقطبي المقاتلين في سورية، وبالفعل سلّم عدد منهم أنفسهم للجهات الأمنية المختصة في المملكة، ما هي الحال المشابهة في الأردن؟ - لم يتقدم للسفارة أحد من هؤلاء طلباً للمساعدة، وإن حدث فستتعامل معه السفارة وفقاً للتعليمات والتوجيهات المبلغة لها. ما أبرز الملفات الشائكة التي تقفون عليها حالياً؟ - الملفات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي ستتم مناقشتها مع الجانب الأردني في اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين والتي ستعقد في الرياض خلال شعبان المقبل لإبرام عدد من مذكرات التفاهم. وصل عدد من السوريين إلى الأردن بطرق غير قانونية، منها حالات عدة من دون وثائق، والسفارات بالعادة لا تتعامل مع الأفراد إلا بوثائق رسمية، كيف تعالج ملفاتهم؟ - السفارة لا تتعامل مع السوريين الذين لا يملكون أوراقاً ثبوتية، كونهم ليسوا من رعاياها. عدد من فاعلي الخير داخل المملكة وخارجها ربما يتعرضون للمساءلة لتقديمهم أو جمعهم أموالاً لدعم سورية، هل رصدتم حالات مشابهة؟ - الأنظمة الداخلية الأردنية تحظر جمع الأموال من طريق أفراد أو جمعيات غير مرخص لها، وتعتبر مخالفة قانونية، ويمكن التواصل مع الحملة الوطنية السعودية لنصرة الشعب السوري. زواج السعوديين أو طلاقهم في الأردن شهد تزايداً خلال الأعوام الأخيرة، ما موقف السفارة خصوصاً مع وجود أبناء في عدد من الحالات؟ - يتم التعامل معها وفق الأنظمة والقوانين، إذ بلغت حالات الزواج منذ بداية العام 161 حالة، حصلوا على موافقة رسمية، وتقوم السفارة بتوثيق عقود الزواج ومنح الزوجات تأشيرة دخول للإقامة مع الزوج، ومنح الأبناء شهادات الميلاد وتذاكر المرور لاستكمال الإجراءات داخل المملكة. هل لديكم إحصاءات تحدّث باستمرار عن عدد المواطنين السعوديين في الأردن؟ وكم نسبة السجناء منهم من الجنسين؟ وما أبرز تهمهم؟ - عدد الطلاب 5 آلاف طالب، والسجناء المسجلون لدى السفارة 55 سجيناً من الرجال، وأبرز التهم الموجهة إليهم الحيازة أو الاتجار بالمخدرات. أبرمت المملكة والأردن اتفاقاً لإنشاء طريق العمري الأزرق - عمّان، من يتابع آلية التنفيذ من الجانب السعودي؟ وهل تعولون على أن يُحدث الطريق نقلة نوعية في المواصلات البرية بين البلدين؟ - من دون شك أن الطريق الدولي شريان اقتصادي مهم يخدم المنطقة، إذ أمر خادم الحرمين الشريفين أن تتكفل المملكة بإنشائه بحسب أفضل مواصفات السلامة، وبمتابعة الصندوق السعودي للتنمية. تمكّنت السلطات الأردنية من ضبط عدد من المركبات السعودية المسروقة، ما عددها؟ وهل رافق السرقات اعتداءات وجرائم؟ - تلقت السفارة بلاغات عن 57 حالة، وتمت استعادة 25 مركبة سلّمت لأصحابها، ورافق عدد من الحالات اعتداء أو تهديد بالسلاح، والسفارة تتابع القضايا مع الجهات الأردنية المختصة. مع اقتراب فصل الصيف وتوجه السائح السعودي إلى الأردن، هل لديكم نصائح أو إرشادات استباقية تسهم في خدمة وحماية المواطن السعودي؟ - من المهم أن يطلع الزائر للأردن على موقع السفارة الإلكتروني، لمعرفة التحذيرات والإرشادات المدرجة على الموقع. يعدّ الأردن الأول عربياً في معالجة المرضى السعوديين، هل تنسقون لهم لترشيح مستشفيات أو معرفة حقوقهم؟ أم تساندون من يعجز عن السداد؟ - مع عدم وجود ملحقية صحية في الأردن، هناك قسم خاص في السفارة لمتابعة الحالات وتوجيههم إلى المستشفيات المناسبة لحالاتهم والحجز لهم عند طلبهم، إضافة إلى متابعة الحالات في المستشفى، وعند لجوء المواطن للسفارة بخصوص رسوم العلاج تتواصل السفارة مع المستشفى أو الطبيب لحل أية إشكالات. وعند عدم تمكن المريض من السداد تقوم السفارة بالتأكد من الحال الطبية وصحتها، والرفع بها لوزارة الخارجية لمتابعتها، ويتم منح المستشفى خطاب تعهد بالسداد، وفي بعض الحالات يتقدم المواطن بطلب إفادة بأنه سدد رسوم علاجه، ليتقدم به إلى وزارة الصحة لتعويضه، أما في حال وجود أمر بالعلاج فإن السفارة تقوم بمتابعة الحال بشكل كامل، وكذلك في حالات الحوادث.