ناقش وفد «التحالف الوطني» الذي يمثل القوى الشيعية ويتزعمه رئيس كتلة «المواطن» عمار الحكيم، مع زعماء إقليم كردستان وثيقة «التسوية السياسية» التي تتبناها قوى داخل التحالف وتعارضها أخرى. وفوجئ الوفد بطرح الأكراد موضوع استقلال الإقليم «من دون خجل»، كما قال سكرتير الحزب «الديموقراطي الكردستاني» فاضل ميراني. واعتبر الأكراد الوثيقة «بداية جيدة»، على ما أعلن مسؤول في الحزب الذي يتزعمه مسعود بارزاني. وكان الحكيم تبنى وثيقة تسوية سياسية لمرحلة ما بعد «داعش» أقرها «التحالف الوطني» لكن المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني رفض تبنيها، كما رفضها الزعيم الديني مقتدى الصدر. ويفترض أن تنهي القوى السنية وضع رؤيتها للتسوية وتقديمها إلى ممثلية الأممالمتحدة في العراق، لكن مصادر هذه القوى تؤكد أنها لم تتفق، حتى الآن، على النسخة النهائية، فيما لم تسمح الخلافات الكردية - الكردية العميقة بالبحث في الموضوع. وقال ميراني أمس: «إننا توصلنا خلال الاجتماعات مع التحالف الوطني إلى اتفاق على تشكيل لجان سياسية وحكومية لإجراء محادثات». وأضاف: «تم البحث في موضوع استقلال إقليم كردستان، وهذه بداية جيدة، تحدثنا من دون خجل عن مسألة الانفصال وحق تقرير المصير»، ووفد «التحالف الوطني استمع الينا بشكل جيد، على عكس اللقاءات السابقة، وسنحاول ضم حركة التغيير (الكردية المعارضة) إلى الوفد المشترك لإجراء محادثات في بغداد». إلى ذلك، قال الناطق باسم «المجلس الإسلامي الأعلى» حميد معله في تصريحات نقلتها وسائل إعلام كردية أن «الوقت ما زال مبكراً للحديث عن استقلال كردستان»، وأضاف أن «الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات بين أربيل وبغداد، وحملنا وثيقة التسوية السياسية التي تتضمن برنامج ما بعد داعش وإيجاد أرضية مناسبة للحوار والتفاهم وحل المشاكل العالقة». وتابع أن «استقلال كردستان لم يطرح بشكل كبير خلال الاجتماعات لكنه طرح في إطار المفردات التي تحقق طموحات أبناء كردستان، ففي حال عدم التوصل إلى حلول مرضية فإن استقلال الإقليم سيكون أحد الطرق التي يمكن أن نلجأ إليها». واقترح «التحالف الوطني» على الأكراد تشكيل لجان سياسية مشتركة لمعالجة القضايا العالقة بين بغداد وأربيل، وقال عضو التحالف النائب علي العلاق خلال مؤتمر صحافي في أربيل: «اقترحنا على بارزاني والقيادات الكردية تشكيل لجان سياسية مشتركة، فهناك قضايا تحتاج إلى حوار وتفاهم ومعالجات ذات طابع دستوري». وكان بارزاني أكد خلال لقائه الحكيم أن حل المشاكل بين الإقليم والمركز يجب أن «يضمن عدم تكرار الكوارث والمعاناة التي تعرض لها الشعب الكردي»، فيما أكد الحكيم «ضرورة مراجعة العلاقات بين كل الأطراف وحل المشاكل في إطار مبادرة التسوية السياسية وتشكيل لجنة مشتركة تعمل على التقريب وإرساء المبادئ الرئيسة المشتركة بين كل المكونات العراقية». وغابت عن اجتماعات «التحالف» والزعماء الأكراد، حركة التغيير المعارضة، وقال رئيس كتلتها النيابية هوشيار عبدالله في بيان أمس أن «عدم مشاركتنا في اجتماعات أربيل سببه الانقلاب الحاصل في إقليم كردستان على منصب رئيس الحكومة والبرلمان»، موضحاً أن «الحركة ترفض أن تكون جزءاً من تأييد غياب الشرعية»، في إشارة إلى رفض بارزاني التنحي بعد انتهاء ولايته وعزله رئيس البرلمان ووزراء «التغيير» ومنعهم من دخول أربيل. وأضاف «أننا نرفض أيضاً أن نكون جزءاً من خطاب المُتاجرة بالقضية الكردية، فاليوم هناك جهة معينة تستخدم قضية الاستقلال وحق تقرير المصير لأجندات حزبية وعائلية ضيقة»، ووصف زيارة وفد «التحالف الوطني» برئاسة الحكيم بأنها «خطوة في الاتجاه الصحيح».