تستعد الأممالمتحدة لتقديم خطة لنزع فتيل الأزمة في محافظة كركوك، قبل أن يتحول الخلاف بين العرب والتركمان من جهة، والأكراد من جهة أخرى إلى حروب جديدة قد تنتشر في كل العراق. وتدعو الخطة إلى تقاسم السلطة بين المكونات الثلاثة في المحافظة، فيما يتوقع أن يزور وفد من حزب «الدعوة» الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي أربيل في محاولة للتقريب بين بغداد وإقليم كردستان. وقال النائب عن كتلة «التحالف الكردستاني» سعدي البرزنجي في تصريح الى «الحياة» إن «الزيارة الاخيرة التي قام بها رئيس وزراء الاقليم نيجيرفان بارزاني لبغداد للقاء الرئيس التركي عبدالله غل، واجتماعه بالمالكي أسفرت عن تقارب في وجهات النظر بين بغداد واقليم كردستان لحل القضايا العالقة بينهما». وكان الرئيس بارزاني التقى غل في بغداد الاثنين الماضي، وقال مسؤولون اكراد ان اللقاء أثمر نتائج قد تنعكس إيجاباً على مستقبل المنطقة. وأضاف البرزنجي أن المالكي وبارزاني «تباحثا في عدد من القضايا العالقة، وسيزور وفد من بغداد، اقليم كردستان، للقاء المسؤولين هنا وفتح الملفات الخلافية». وتابع: «أعتقد بأن الوفد سيمثل حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه المالكي، وكان من المقرر ان يزور الاقليم خلال الشهرين الماضيين، لكن الزيارة تأجلت في حينها». وزاد: «بعد عودة رئيس الاقليم مسعود بارزاني من جولته الاوروبية، من المتوقع أن تتم الزيارة قريبا»، من دون أن يحدد موعداً. وكان بارازاني وصل الى مطار اربيل الدولي مساء الجمعة مختتما جولة اوروبية، زار خلالها المانيا وبريطانيا وايطاليا، والتقى مسؤولين اوروبيين، فضلاً عن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والبابا بنيدكت السادس عشر. يذكر أن زيارة وفد «الدعوة» التي كانت متوقعة للاقليم في شباط (فبراير) الماضي أرجئت بسبب التوتر في العلاقات مع المالكي الذي يسعى إلى سلطة مركزية قوية يعتبرها الأكراد تهديداً لإنجازاتهم في الاستقلال وهددوا بالانفصال إذا نفذت بغداد مخططها لنزع بعض صلاحياتهم. وهناك قضايا كثيرة عالقة بين الطرفين، أبرزها المناطق المتنازع عليها وأهمها محافظة كركوك، والعقود النفطية التي تبرمها حكومة الإقليم وتعارضها بغداد، وموازانة كردستان، ومناطق وجود قوات «البيشمركة»، بالاضافة الى الدستور. تجدر الاشارة الى أن «حزب الدعوة الاسلامية»، يعد أحد اركان التحالف الرباعي الذي يجمعه بالحزبين الكرديين الرئيسيين «الديموقراطي» و «الاتحاد الوطني» بالاضافة الى «المجلس الاعلى الاسلامي العراقي». وعلى رغم تصاعد حدة الخلافات بين اطراف التحالف الرباعي، والتوقعات التي كانت جارية باحتمال حله، الا انه ما زال قائما حتى الان وإن كان دوره تقلص الى حد بعيد على صعيد ترتيب صفوفه واتخاذ مواقف مشتركة. إلى ذلك نقلت وكالة «أسيوشيتد برس» عن مسؤولين غربيين، لم تسمهما، أن الأممالمتحدة ستطرح خطة لتسوية الخلاف بين الأكراد من جهة، والعرب والتركمان من جهة أخرى. وتدعو الخطة المكونات الثلاثة إلى تقاسم السلطة في المحافظة، وإعطائها وضعاً خاصاً، بمعنى أن لا تلحق بكردستان، كما يطالب الأكراد، وتبقى على علاقة مالية ببغداد، مع استقلالية واسعة لإدارة شؤونها.