أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، بأنه لا تستطيع أية سوق في العالم استيعاب نسبة 5 في المئة من أرامكو المقرر طرحها، لذلك سيتم طرحها على أكثر من سوق، والسوق السعودية هي أول الأسواق، مبيناً أن أرامكو ستنشر قوائمها المالية في 2017 قبل طرحها في 2018، وسيتبع ذلك خطة تسويقية قبيل الطرح. وأوضح الفالح خلال باكورة أنشطة مهرجان الجنادرية الثقافية، أمس، في ندوة بعنوان «ندوة المملكة 2030 رؤية تستشرف المستقبل»، بأن المواطن شريكاً بشكل غير مباشر في أسهم أرامكو عن طريق الحكومة، لكنه بعد الطرح ستتاح له الفرصة لأن يمتلك الأسهم بشرائها، مشيراً إلى أن المواطن السعودي يرى بأنه شريك في أرامكو بطريقة غير مباشرة، وأنها ستكون أقوى بعد الطرح، وسيكون لها صناعات جديدة وأسواق متعددة. وأضاف بأن فك ارتباط أرامكو عن الحكومة سيعطيها مجالات أوسع، وسينعكس على الوطن والمواطن. وتطرق إلى مهرجان الجنادرية، مبيناً أنه أحد المسارات المهمة في هذا المجال، وثيقة 2030 تعطي اهتماماً بالغاً بالإرث الحضاري السعودي والعربي والإسلامي لأنه هو القاعدة لما نحن عليه اليوم. من جانبه، قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، إنه يتوقع المزيد من الوفورات هذا العام والأعوام المقبلة، مبيناً أن ذلك سيكون له أثر إيجابي في الوضع المالي للمملكة بصفة عامة، مبيناً أن مكتب ترشيد الإنفاق التشغيلي والرأسمالي استطاع أن يوفر العام الماضي نحو 80 بليون ريال في التكاليف. وأكد أن الوزارة أعدت آلية لتسديد مستحقات القطاع الخاص خلال 60 يوماً من وصول أمر الدفع إليها من الجهة المستفيدة. وقال: «برنامج تحفيز القطاع الخاص، الذي تبلغ قيمته 200 بليون ريال سيسهم في خلق بيئة داعمة لنمو القطاع الخاص وزيادة الإيرادات غير النفطية». وقال: «التزام الحكومة السعودية اليوم تجاه القطاع الخاص غير مسبوق على مستوى العالم، ورأت الحكومة أن القطاع الخاص يحتاج إلى مثل هذه الرؤية، نتعامل مع القطاع الخاص كشريك رئيس نجلس معه ونسمع منه». وأشار الجدعان إلى أن المملكة تسعى إلى أن تصبح قوة استثمارية عالمية، وأن يكون صندوق الاستثمارات العامة أكبر الصناديق السيادية على مستوى العالم. وأضاف حيال «رؤية 2030»: «إذا لم تمس الرؤية وزارة الاقتصاد والعمل والطاقة والتعليم والصحة فلا حاجة لنا بها»، مؤكداً أن أهداف الرؤية تتمثل في أن نستغل الموقع والعمق العربي والإسلامي، وأن نكون قوة استثمارية ضاربة، وأن نكون المستثمر الأول في العالم. من جانبه، عرج الخبير الاقتصادي فضل البوعينين، في حديثه خلال الندوة عن نظرة النقاد الباحثين عن رؤية تقود العمل في السعودية، «المهتمين بالاقتصاد كانوا في العقود الماضية يوجهون انتقادات للحكومة في عدم وجود رؤية واضحة تنوع من مصادر الدخل وتقلل من الاعتماد على النفط، وعدم وجود تنوع اقتصادي يخلق المزيد من الوظائف»، وأضاف: «الخطط الخمسية السابقة لم ينفذ منها إلا القليل، الحكومة كان هدفها الأساسي التغيير». مشيراً إلى أن الاختلاف اليوم في أن القيادة هي من تقوم بالإشراف على هذه الرؤية. وبين بأن الحاجة إلى تكثيف العمل الإعلامي التوعوي في إيصال رسالة الرؤية إلى المواطنين عالية جداً في الوقت الحالي «المواطن البسيط يحتاج إلى تواصل دائم مع الحكومة لمعرفة كل ما يؤثر في حياتية اليومية، والسنوات المقبلة هي سنوات إعادة الهيكلة وضبط مالي وتأثر الطبقة المتوسطة محتمل جداً، ولذلك وجد برنامج حساب المواطن». واستشرفت الجلسة الأولى مستقبل السعودية مع «رؤية 2030» في أولى جلسات الجنادرية الثقافية التي انطلقت في يومها الأول، وتستمر مع أيام المهرجان في التطرق للعديد من المواضيع الثقافية المحلية، فيما سيكون لمصر وهي ضيف الشرف هذا العام جلسات خاصة.