دافع رئيس المنظمة الجزائرية للزوايا عبد القادر باسين، عن ترشحه في قائمة الحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني، إثر انتقادات طاولته من قبل اتحادات زوايا أخرى ترفض الانخراط في السياسة. وصرح باسين ل «الحياة» أمس، أنه ترشح كمستقل «ونرفض إقحام الزوايا في الانتخابات لكنني فقط أدعو أتباعها إلى المشاركة بقوة يوم الاقتراع». وتعرض عبد القادر باسين، لانتقادات واسعة إثر ترشحه عبر قسمة «بنهار» في محافظة الجلفة (400 كيلومتر جنوب العاصمة). ويرأس باسين المنظمة الوطنية للزوايا وبرز اسمه منذ عودة وزير الطاقة السابق شكيب خليل من الولاياتالمتحدة، إذ ظل مرافقاً له في جولاته عبر الزوايا الجزائرية. وقال باسين إن «ترشحي تم باسم جبهة التحرير الوطني التي أنا مناضل فيها منذ عام 1999، لم أترشح باسم الزاوية ولا باسم الزوايا أو المنظمة، بل باسم قسمة بلدة بنهار». وأكد رفضه اقحام الزوايا بالسياسة، وأعطى مثالاً عن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، وزير الشؤون الدينية السابق أبو عبد الله غلام الله الذي «كان يفصل بين الزاوية وبين المنصب الوزاري وعضويته في التجمع الوطني الديموقراطي». وتابع: «الزوايا لم تنشّط حملات إلا في الانتخابات الرئاسية لدعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ولطالما حذرنا من إقحام الزوايا في الشأن السياسي، ونكررها اليوم: الزوايا يجب أن تبقى في منأى عن السياسة وندعو طلاب الزوايا للبقاء على مسافة واحدة من كل الأحزاب، فقط ندعو كل أتباع الزاوية إلى التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع». في المقابل، تعرض باسين لهجوم من «الرابطة الرحمانية للزوايا»، إذ جاء في بيان وقعه مأمون القاسمي: «نستنكر مساعي بعض المنتسبين باطلاً إلى الزوايا، للمتاجرة باسمها واتخاذها غطاء، من أجل نيل المناصب أو تحقيق المكاسب»، داعياً في الوقت ذاته «رجال الزوايا إلى المساهمة في تطهير ساحتها من الأدعياء والانتهازيين الذين ينتحلون صفتها ويوظفونها في المناسبات الظرفية». وتحدث الباحث في الحركات الدينية سمير حميطوش ل «الحياة» عن تنامي دور الزوايا في العمل السياسي، فقال إن «وجود الزوايا لم ينقطع إلا في فترة الرئيس السابق هواري بومدين، إلا أنه منذ حكم بوتفليقة الذي دخل تحت غطاء الزوايا بقيادة الشيخ بلكبير، شيخ زاوية أدرار، برز في شكل مباشر دور تلك التجمعات الدينية». وأضاف: «تعتمد الزوايا على علاقة الشيخ بمريديه، المبنية على أساس الطاعة والولاء، ونفوذهم تنامى في ظل اهتراء الطبقة السياسية».