واصل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة جولاته الميدانية «النادرة» منذ إصابته بجلطة دماغية قبل 3 سنوات، فيما عاد الحديث بقوة عن ترشحه مجدداً لولاية خامسة من طرف حزبين حليفين له وتنظيم ديني كبير. وترحم الرئيس الجزائري أمس، في مربع الشهداء بمقبرة العالية في العاصمة على أرواح شهداء الثورة التحريرية بمناسبة إحياء الذكرى ال62 لاندلاع الثورة، وإلى جانبه عدد كبير من الوزراء والمسؤولين المدنيين والعسكريين. وبات خروج بوتفليقة في مهام بروتوكولية متوقعاً أكثر من الماضي، حين قلّص نشاطه الرئاسي إلى الحد الأدنى بطلب من أطبائه. ويتابع مراقبون نشاط الرئيس على أساس تحليلات تضع في الحسبان تصريحات حلفائه بأنه سيترشح لولاية خامسة. وكان جمال ولد عباس الذي عُيِّن أميناً عاماً لحزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم، أول من أطلق حملة التأييد لترشح بوتفليقة لولاية خامسة في العام 2019، وذلك في أول تصريح له بعد تعيينه في ال22 من الشهر الماضي. وقال ولد عباس أن الرئيس استعاد عافيته من خلال نشاطاته، موضحاً أن القاسم المشترك «الذي يجمعنا هو عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الذي ساندناه في الحملات الانتخابية لسنوات 1999 و2004 و 2009 و2014 وإن شاء الله في 2019 إذا أطال الله في عمره». وفي سياق متصل، أعلن رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، أن حزبه مستعد لمساندة الرئيس بوتفليقة إذا قرر الترشح لولاية رئاسية جديدة في العام 2019. والتحقت منظمة «الزوايا» سريعاً بركب المساندين للترشح المرتقب. وقال رئيس المنظمة عبد القادر باسين إن «الزوايا» تزكي الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة وتقف إلى جانبه إذا وافق على خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في العام 2019. وقال باسين إن قضية انتخابات الرئاسة «أمر مفصول فيه ما دام الرئيس على قيد الحياة». ودشن بوتفليقة منذ 3 ايام المسجد الأكبر في الضاحية الشرقية للعاصمة، وكان يجلس بين عدد من الوزراء يستمع إلى شروحات من وزير الإسكان في مشهد لم يحدث منذ سنوات. ويقول سياسيون إن الرئاسة بدأت فعلاً بإرسال إشارات قوية عن قدرة بوتفليقة على الاستمرار في الحكم. ويحظى الرئيس بتأييد الجيش وعدد كبير من الأحزاب والمنظمات الجماهيرية، لذلك لا يبدو من الصعب عليه الفوز بولاية خامسة إن رغب في ذلك. ويحدد الدستور المعدل عدد الولايات الرئاسية المتتالية باثنتين فقط، لكن قانونيين يقولون إن المادة لا تُطبَق بأثر رجعي ما يعني إمكان ترشح بوتفليقة حتى العام 2029.