تنطلق غداً حملات المرشحين للانتخابات الرئاسية الجزائرية، على وقع احتجاجات متفرقة في الشارع تعارض إحداها ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رابعة وأخرى تحض الجزائريين على مقاطعة الإقتراع احتجاجاً على سياسة الاستئثار بالحكم وتسخير أجهزة الدولة لمصلحة الرئيس، وفي حين لن يشاهد الجزائريون رئيسهم يدافع عن برنامجه، لكن حلفاءه استعدوا للخروج إلى الولايات لمواجهة انتقادات محتملة من خمسة منافسين على المنصب الأرفع في الجزائر. واختار مدير حملة الرئيس المرشح، رئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال أن يبدأ حملة الدفاع عن مشروع استمرار بوتفليقة في الحكم من ولايات الجنوب عبر ولايتي أدرار وتمنراست، ليتأكد بذلك غياب الأخير عن المهرجانات الشعبية في الولايات، في سابقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية في الجزائر، سيستغلها خصوم الرئيس ومنافسوه ضده. وتمكن أنصار بوتفليقة من تجاوز «عقدة» الشارع بما أن الحركات التي نظمتها حركة «بركات» (تنظيم تعبوي مناهض لترشح الرئيس) لم تتمكن من تجييش أعداد ضخمة من الشعب الجزائري كما كان متوقعاً. وصرح عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم) السعيد بوحجة إلى «الحياة» عن تلك التظاهرات أنها «أبداً لن تؤثر على ترشح الرئيس بوتفليقة، تلك الإحتجاجات والتظاهرات في الشارع أثرت عكسياً على المقاطعين كما على رافضي ترشح الرئيس أصلاً، لأن المواطن الجزائري يريد أن يعيش في استقرار وأمن». ورفع بوتفليقة شعار «تعاهدنا مع الجزائر»، ونقل موقعه الرسمي الذي أطلق شعاراً ثانياً هو «حتى بر الأمان»، مستقى من خطاب لبوتفليقة، قال فيه: «لا يمكننا هنا أن نتغاضى عن الحديث عن المكانة التي تحتلها الجزائر اليوم بين شعوب المنطقة. ففي فترة وجيزة لا تتعدى بضعة سنوات رأت الجزائر في جوارها القريب والبعيد نسبياً، لكن في محيط جيوسياسي يعنيها حتماً سياسياً وثقافياً وبشرياً، ثورات راق لبعض المعلقين الغربيين أن يسموها الربيع العربي». وينافس بوتفليقة خمسة مرشحين، أبرزهم رئيس الحكومة السابق علي بن فليس، إضافة إلى رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، ورئيس جبهة المستقبل عبدالعزيز بلعيد والأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون ورئيس حزب «عهد 54» علي فوزي رباعين، في حين لا يتوقع المراقبون أية مفاجأت في النتائج، رغم حشد تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات، الآلاف في «قاعة حرشة حسان» وسط العاصمة الجزائرية للدعوة إلى عدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع في ال17 من الشهر المقبل.