زغرب - ا ف ب - يقوم الرئيس الصربي بوريس تاديتش اليوم الخميس بزيارة تاريخية الى مدينة فوكوفار (شرق كرواتيا) التي شهدت فظائع خلال الحرب التي جرت من 1991 الى 1995. وتشكل زيارة تاديتش الى فوكوفار التي تليها زيارة رسمية الى زغرب خلال الشهر الجاري، خطوة جديدة على طريق المصالحة في البلقان التي شهدت سلسلة من النزاعات القومية في التسعينات. وسيكون اول زعيم صربي يكرم ذكرى ضحايا فوكوفار. وسيقوم تاديتش ونظيره الكرواتي ايفو يوسيبوفيتش بتكريم ذكرى حوالى مئتي مدني واسير حرب كرواتي قتلتهم القوات الصربية بعد استيلائها على المدينة في تشرين الثاني/نوفمبر 2001 وخلال حصار استمر ثلاثة اشهر طرد خلاله حوالى 22 الف شخص من غير الصرب. وكانت مجزرة فوكوفار الفصل الاكثر دموية في الحرب. وقد اصدرت محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة احكاما على اثنين من قادة الجيش الشعبي اليوغوسلافي في قضية فوكوفار. وسيزور رئيسا البلدين مركز نصب اوفكارا حيث قتل الضحايا ودفنوا في حفر جماعية. كما سيزوران قرية بولين دفور المجاورة حيث قتلت القوات الكرواتية 18 صربيا ومدنيا مجريا واحدا في كانون الاول/ديسمبر 1991. وكان اعلان استقلا كرواتيا عن يوغوسلافيا السابقة في 1991 ادى الى اندلاع حرب استمرت اربع سنوات مع المتمردين الصرب الذين كانوا يعارضونه. وخلال الحرب التي اودت بحياة عشرين الف شخص، قدمت بلغراد دعما سياسيا وعسكريا للصرب. وقد تحسنت العلاقات تدريجيا منذ ذلك الحين بين صربيا وكرواتيا. وتسارعت العملية بشكل واضح في عهد تاديتش ويوسيبوفيتش اللذين يدعوان الى التكامل الاوروبي والمصالحة. وسيلتقي تاديتش في فوكوفار عائلات كروات ما زالوا مفقودين وممثلين عن الصرب. وتثير زيارة تاديتش الى فوكوفار جدلا في كرواتيا حيث دعا حزب يميني سكان المدينة الى الاحتجاج على الزيارة والتجمع على جانبي طرق اوفكارا حيث سيمر الرئيسان. وقال تاديتش في مقابلة مع صحيفة كرواتية ان زيارته "تشكل رسالة الى كل الناس في جنوي شرق اوروبا تؤكد ان مثل هذه الامور يجب الا تحدث ابدا". من جهته، قال مدير مكتي الرئيس الكرواتي ان الزيارة "ميادرة رمزية وحضارية مهمة جدا" ستساهم في "تعزيز العلاقات بين كرواتيا وصربيا". وبعد الحرب، وضعت فوكوفار ومنطقتها تحت ادارة الاممالمتحدة قبل الحاقها بكرواتيا مجددا في 1998.