أكد مسؤول عسكري أميركي أن الولاياتالمتحدة سلمت للمرة الأولى مدرعات من نوع «اس يو في» الى التشكيلات العربية في «قوات سورية الديموقراطية»، تنفيذاً لقرار اتخذته إدارة الرئيس السابق باراك اوباما، في وقت استمرت المعارك بين «قوات سورية» و «داعش» لعزل الرقة معقل التنظيم شرق سورية. وقال الكولونيل جون دوريان أن تسليم المدرعات جاء «استناداً الى أذونات قائمة» وليس بناء على إذن جديد من إدارة الرئيس دونالد ترامب، بخلاف ما أعلنته «قوات سورية الديموقراطية». وأوضح العديد من المسؤولين الأميركيين أن إدارة اوباما قررت أن تترك للقادة العسكريين الأميركيين إمكان تسليم هذه المدرعات وأن هؤلاء استخدموا هذا الهامش. وفي وقت سابق الثلثاء، لمح ناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» الى أن تسلم المدرعات الجديدة جاء بقرار من إدارة ترامب. وتسليح «قوات سورية الديموقراطية» هو مسألة بالغة الحساسية بين واشنطن وانقرة التي تعتبر هذه القوات «منظمة ارهابية» كونها الذراع العسكرية ل «حزب الاتحاد الديموقراطي السوري الكردي». وفي عهد اوباما، حرصت واشنطن دائماً على التأكيد انها تسلح المكون العربي ل «قوات سورية الديموقراطية» وليس المكون الكردي. وأكد الناطق باسم البنتاغون جيف ديفيس لوكالة فرانس برس ان «لا تغيير في السياسة» الأميركية حتى الآن. وقال: «لا نزال نسلح المكون العربي لقوات سورية الديموقراطية». وزودت واشنطن حتى الآن تلك القوات معدات وأسلحة خفيفة وذخائر ولم يسبق ان أعلنت إرسال مدرعات. وقال آخر باسم البنتاغون هو الميجور ادريان رانكين غالواي ان هذه الآليات ستساعد التشكيلات العربية «في احتواء خطر العبوات الناسفة المحلية الصنع لتنظيم «داعش» خلال تقدمها في اتجاه الرقة». وكان سلو قال: «وصلت الدفعة الأولى من مدرعات اميركية لقوات سورية الديموقراطية خلال الأسبوع الأول من استلام الإدارة الاميركية الجديدة الحكم»، مؤكداً أن المدرعات أرسلت «من إدارة ترامب»، في إطار الحملة ضد تنظيم «داعش». وأشار سلو الى انه «أجريت اتصالات بين «قوات سورية الديموقراطية» وإدارة ترامب تم خلالها تأكيد تقديم المزيد من الدعم لقواتنا بخاصة في حملة تحرير الرقة» ضد المتطرفين. وقد أثبتت «قوات سورية الديموقراطية»، وهي عبارة عن تحالف فصائل عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، منذ تأسيسها فعاليتها في قتال تنظيم «داعش». وتمكنت من طرده من مناطق عدة في شمال سورية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وبدأت «قوات سورية الديموقراطية» في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) حملة «غضب الفرات» لطرد الجهاديين من الرقة، معقل تنظيم «داعش». واستلم دونالد ترامب الحكم في 20 تشرين الثاني (نوفمبر)، ووقع بعد نحو تسعة ايام على أمر تنفيذي يمنح الجيش الأميركي 30 يوماً لوضع استراتيجية جديدة «لهزيمة» تنظيم «داعش». وكان الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما اتبع نهجاً في سورية يعتمد على قتال تنظيم «داعش» عبر دعم «قوات سورية الديموقراطية» بالسلاح والمستشارين من دون إرسال قوات أميركية على الأرض، مفضلاً تكثيف الحرب الجوية ضد المتطرفين.