تجدَّدت المواجهات في دولة جنوب السودان في منطقة أعالي النيل حول حقول نفط رئيسية، وسط مخاوف بتوقف الإنتاج بعد صيانة تلك الحقول إثر توقف الاشتباكات في المنطقة لأكثر من 13 شهراً. واتهمت المعارضة دولة إقليمية بقصف مواقعها، بينما يلتقي الرئيس السوداني عمر البشير نظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت على هامش القمة الأفريقية التي تنطلق في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا اليوم، لتسوية القضايا العالقة بينهما. وتبادلت القوات الحكومية في جنوب السودان والمعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار، اتهامات في شأن المبادرة بالهجوم، ونفت جوبا تحرك قواتها من مواقعها. وقال الناطق باسم المعارضة العقيد وليام جاتيياث دينق أمس، إن قواتهم تعرضت لهجمات شنتها القوات الحكومية في منطقة أواتشي الواقعة على الضفة الغربية من النيل، ما اضطرهم لصد الهجوم، لافتاً إلى أن «الاشتباكات التي اندلعت بين الجانبين في منطقتي ليلو وديتانق وورجوك مستمرة». ونفى نائب الناطق باسم القوات الحكومية العقيد سانتو دومينيك من جانبه، علمه بأي قتال بين قواتهم ومقاتلي المعارضة، وأكد أنه لا توجد لديه مثل هذه المعلومات من ضباط القيادة في المنطقتين. وقال مدنيون يحتمون في معسكرات في مدينة ملكال إنهم سمعوا أصوات إطلاق نار من اتجاه منطقتي ديتانج وليلو. وصرح الناطق باسم الأممالمتحدة في نيويورك ستيفان دوجاريك أن «زملاءنا في بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان، (يونيمس)، أبلغونا أنه يمكن سماع قصف متقطع بعد في ملكال في ولاية أعالي النيل، وتحديداً في منطقة ديتانج، شمال ملكال وعلى مقربة من قاعدة الأممالمتحدة». وكشفت مصادر في المعارضة الجنوبية عن تورط دولة أفريقية في قصف المعارضة المسلحة والمدنيين في ناصر بولاية شرق أعالي النيل، وتوعدت مواطني الدولة المعنية التي ثبت تورطها في إرسال طائرات حربية من طراز «أنتوف» ودبابات باستهدافهم. الى ذلك، طالبت الأممالمتحدةالخرطوم بلعب دور أكبر في اتجاه الدفع نحو حل مشكلات جنوب السودان. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير قريب الله الخضر أمس، إن وزير الخارجية إبراهيم غندور التقى في مقر السفارة السودانية في أديس أبابا، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة التابع لبعثة حفظ السلام في جنوب السودان (يونميس)، ديفيد شيرر، وناقشا جهود وقف الحرب وتحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان. وأكدت الخرطوم أن القمة المرتقبة بين البشير وسلفاكير على هامش قمة الاتحاد الأفريقي التي ستُعقد في العاصمة الأثيوبية اليوم، ستعزز دعم السودان لجهود وقف الحرب وتحقيق الوفاق بين الفصائل المتحاربة في جنوب السودان.