أعلنت حكومة جنوب السودان أن مباحثات السلام مع حركة التمرد في أديس أبابا تعطلت بسبب تجدد المعارك في مدينة ملكال الاستراتيجية، بينما أكدت بعثة الأممالمتحدة أنها جمعت شهادات عن عمليات قتل مدنيين بينهم أطفال بأيدي المتمردين في ملكال في ولاية أعالي النيل النفطية شمال شرق البلاد. وقال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان، مايكل مكواي، إن وفدي الحكومة والمتمردين، لم يعقدا إلا اجتماعاً واحداً هذا الأسبوع في أديس أبابا في يوم استئناف المعارك في ملكال كبرى مدن ولاية النيل الأعلى النفطية. وكان المتمردون شنوا حملة واسعة الثلاثاء الماضي ضد القوات الحكومية في ملكال وأعلنوا استيلاءهم عليها، فيما نفى الناطق باسم الحكومة سقوط البلدة بالكامل في أيدي المتمردين، وقال إنهم يتقاسمون المدينة. من جانبها، أكدت بعثة الأممالمتحدة، أنها جمعت شهادات عن عمليات قتل مدنيين، بينهم أطفال بأيدى المتمردين فى ملكال، وقالت إن دورية لبعثتها في جنوب السودان زارت المدينة الخميس الماضي. والتقت شهودا قالوا إن "أفرادا في قوات المعارضة استهدفوا وقتلوا 10 مدنيين عزل في مستشفى ملكال". وأوضحت أن عمليات القتل هذه "وقعت في 19 فبراير الجاري على أساس الانتماء الإثني". وأضافت البعثة أن العاملين لديها شهدوا إعدام طفلين خارج محيط قاعدة الأممالمتحدة في ملكال التي لجأ إليها آلاف المدنيين، وأشارت إلى أن عملية القتل هذه "ارتكبها شبان مسلحون متحالفون مع قوات المعارضة". وسلمت البعثة أول من أمس تقريرا تمهيديا إلى مجلس الأمن الدولي حول انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها طرفا النزاع في جنوب السودان بين 15 ديسمبر ونهاية يناير الماضيين. بينما قال مدير منظمة اليونسيف لحالات الطوارئ "تيد شيبان" إن الصراع الذي يشهده جنوب السودان يعطل حياة ملايين الأطفال هناك، معلناً نزوح 400 ألف طفل وعائلاتهم في البلد، ووصل عدد من يحتاجون الإغاثة إلى ثلاثة ملايين شخص، وشدد على أن توفير التمويل وبشكل عاجل للمساعدات الموجهة إلى جنوب السودان بات أمراً ملحاً من أجل منع وقوع كارثة إنسانية، مشيراً إلى أن أطفال جنوب السودان قد انضموا بمحنتهم إلى الملايين من الأطفال في سورية وجمهورية أفريقيا الوسطى. وفي السياق، أكد وزير النفط في حكومة دولة جنوب السودان ستيفن ديو داو، أن حقول البترول في البلاد آمنة، لافتا إلى أن القوات الحكومية تحكم سيطرتها على حقول النفط في ولايتي "الوحدة" و"أعالي النيل". وفي الخرطوم، رهن حزب الأمة القومي المعارض، برئاسة الصادق المهدي، نجاح الحوار الوطني الذي دعا له الرئيس السوداني عمر البشير، بتهيئة المناخ له عبر إصدار عفو عام عن المتمردين وإطلاق المعتقلين، وبسط الحريات السياسية والصحفية. ودعا نائب رئيس الحزب فضل الله برمة ناصر، إلى التمييز بين الحرية والفوضى حتى يثق الجميع في جدية الدعوة للحوار. الخرطوم: زاهر البشير